حصاد ناجح لجولة الرئيس فى آسيا بعد سلسلة من المباحثات والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى وقعها مع رؤساء ومسئولي الصينوسنغافورة وإندونيسيا . ولعل ملف «التنمية الاقتصادية» يعد عنوان الجولة الخارجية التى اتجه خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى شرقا، و تمثلت مرحلتها الأولى فى زيارته لروسيا ، ثم جاءت المرحلة الثانية لجولته الآسيوية،لتشمل كلا من سنغافورة والصين وإندونيسيا. الرئيس عبد الفتاح السيسى ركز خلال هذه الجولة على توظيف سياساته الخارجية فى توضيح صورة مصر للعالم، وذلك لخدمة التنمية الاقتصادية. واللافت للنظر فى زيارات الرئيس الخارجية أن عدد ساعات العمل وكثافة اللقاءات التى اجراها الرئيس قد استمرت معظم ساعات اليوم دون كلل، فالطيران استغرق خلال الزيارات الأربع الأخيرة نحو 40 ساعة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، خلال 10 أيام قضاها الرئيس ومعاونوه والوفود الإعلامية بتلك الدول. خريطة مصر الاقتصادية.. لعل الحصاد الأبرز لتلك الجولة الخارجية تبلور فى 6 مشاريع كبرى يراهن عليها الرئيس لتغيير خريطة مصر الاقتصادية وتساهم فى تحقيق التنمية الشاملة. الأول الاستفادة من قدرات قناة السويس الجديدة بإقامة منطقة صناعية روسية ومنطقة للتجارة الحرة مع دول الاتحاد الجمركى الأوراسى التى تشمل خمس دول، بجانب استثمارات أخرى فى الإقليم. والثانى التعاون مع ميناء سنغافورة كأحد أكبر الموانئ فى العالم والاستفادة من تجربته فى تطوير وادارة 6 موانئ سيتم إنشاؤها بمحور قناة السويس. يضاف ذلك لمشروع المحطة النووية للاستخدامات السلمية وانتاج الكهرباء التى ستشارك فيها روسيا، ومشروع محطة تحلية المياه وانتاج الكهرباء بمنطقة العين السخنة بالتعاون مع شركة هاى فلاكس السنغافورية، والعاصمة الإدارية التى ستساهم الشركة العقارية الصينية فى انشائها ومشروع المركز اللوجستى العالمى بميناء دمياط والذى ستشارك فيه روسيا، بجانب مشروع البحث والتنقيب عن البترول والغاز بالتعاون مع شركات روسية وصينية. الرئيس عقد أيضا فى زيارته التاريخية، 10 لقاءات قمة مع رؤساء دول وحكومات وملوك وأمراء. وسجل لقاء القمة الرابع مع بوتين والثانى مع الرئيس الصينى والأول مع رئيس إندونيسيا وسنغافورة. كما عقد الرئيس 6 لقاءات مع رؤساء شركات عالمية ورجال أعمال. وجرى تسويق المشاريع القومية الكبرى لدى مجتمعات الأعمال الآسيوية.. والمشروع النووى والتنقيب عن البترول جاءت أبرز الاتفاقيات. وتم توقيع 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم للاستثمار والتعاون العسكرى منها محطة نووية روسية.. ومنطقة صناعية بقناة السويس.. ودعم تسليح وتدريب القوات المسلحة وإقامة 14 مشروعا بين مصر والصين.. و100 مليون دولار الصين لدعم المشروعات الصغيرة.. وأعلنت سنغافورة أنها ستساهم فى اقامة محطات لتحلية المياه وتطوير وادارة 6 موانئ بحرية. وفى الزيارات نفسها عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى 8 زيارات ميدانية أبرزها للبرلمان الروسى وميناء سنغافورة البحرى ورابطة الآسيان. وتناول الرئيس فى لقاءاته المختلفة مع قادة وزعماء العالم 6 قضايا ثابتة أهمها مكافحة الإرهاب والتسويق للاستثمارات والقضايا الاقليمية خاصة فى سوريا واليمن والقضية الفلسطينية. وأجرى الرئيس لقاءين إعلاميين خلال جولته الخارجية الأول كان مع النائب الأول لمدير وكالة أنباء إيتار تاس الروسية، والثانى مع قناة الأخبار الرئيسية فى آسيا زيارة روسيا .. وخلال زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، أجرى الرئيس لقاءات مكثفة مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء وعدد من الوزراء والمسئولين. وكانت أبرز الملفات على أجندة الرئيس فى القمة التى عقدها مع الرئيس الروسى هى تعزيز التعاون فى مختلف المجالات الاقتصادية، ومجال الطاقة؛ حيث تم بحث التعاون فى إنشاء محطة لإنتاج الطاقة النووية السلمية وتفعيل مبادرات التعاون بين الجانبين، لتحويلها إلى خطوات ملموسة، فضلا عن بحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأزمة السورية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون العسكرى بين البلدين. وكان من بين أبرز نتائج القمة أيضا بحث بدء الخطوات الفعلية لإقامة منطقة صناعية روسية فى منطقة قناة السويس فى إطار تصور واضح لتنفيذ استثمارات ملموسة. كما تضمنت مباحثات القمة بحث القضايا الإقليمية، وتأكيد محورية القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط وبحث آخر التطورات فى العراق واليمن وليبيا. وقد استهل الرئيس السيسى لقاءاته فى موسكو بعقد لقاء مع كل من دينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة الروسي، وكيريل ديمترييف رئيس صندوق الاستثمار الروسى المباشر. والتقى الرئيس السيسى أيضا بأركادى دوفور كوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسى . واختص الرئيس ملف إنشاء محطة طاقة نووية فى مصر بإجراء مباحثات أخرى مع رئيس شركة «روزأتوم» العاملة فى مجال بناء المحطات النووية، وتناول اللقاء العرض الذى كان قد قدمه رئيس مجلس الإدارة لإنشاء محطة طاقة نووية مصرية لإنتاج الكهرباء أثناء زيارته مصر فى يونيو الماضي. واختتمت هذه المباحثات بين الجانبين بالاتفاق على مواصلة التشاور والتنسيق خلال المرحلة المقبلة حول عدد من الجوانب الفنية والمالية، فى إطار حرص مصر على اختيار أفضل الخيارات لإنشاء محطة الطاقة النووية. وسمحت اللقاءات التى تمت خلال زيارة الرئيس السيسى موسكو باستكشاف المجالات التى يمكن التعاون فيها بين البلدين، لاسيما مجالات البحث والاستكشاف والتنقيب عن البترول والغاز، والتقى الرئيس برئيس شركة «روزنافت» استعرض خلاله تفعيل سبل التعاون مع الشركة التى تعد من كبريات الشركات على مستوى العالم . وكان ضمن نتائج اللقاء توقيع بروتوكول تعاون بين الشركة ووزارة البترول المصرية للتدريب فى قطاع البترول، فضلا عن بحث زيادة نشاط الشركة فى منطقة محور قناة السويس. كما أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى حديثا تليفزيونيا مع القناة الأولى الروسية، تناول فيه تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ووجود فرص كبيرة للاستثمار فى منطقة محور قناة السويس، كما كشف السيسى عن طرح مصر منطقتين شمال وجنوب قناة السويس لإقامة المنطقة الصناعية الروسية فى مصر. وفى ختام زيارته موسكو، قام الرئيس بزيارة المركز الوطنى للتنسيق التابع لوزارة الدفاع الروسية، وكان فى استقباله وزير الدفاع الروسى وعدد من القادة العسكريين الروس. الجولة الآسيوية.. سنغافورة: ومن روسيا إلى الجولة الآسيوية التى استهلها الرئيس بزيارة سنغافورة والتى تعد الأولى من نوعها لرئيس مصرى، كما واكبت احتفال الشعب السنغافورى بالعيد الخمسين للاستقلال، وكذا احتفال البلدين بإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ خمسين عاما ، ويبلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وسنغافورة 671 مليون دولار فى 2014، ومصر هى ثالث أكبر سوق استثمار لسنغافورة فى الشرق الأوسط وهناك عروض لشركة سنغافورية لإقامة مجمع صناعى فى شرق بورسعيد. قام السيسى خلال اليوم الأول من الزيارة بجولة داخل مركز الوئام الديني، الذى تم افتتاحه عام 2006 بمبادرة من مجلس الشئون الإسلامية واستمع من مسئولى المركز إلى شرح مفصل عن أهدافه. وعقب ذلك، قام الرئيس بزيارة إحدى محطات تحلية المياه التابعة لشركة «هاى فلوكس» الرائدة فى مجال تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحى على مستوى العالم. وعقد الرئيس جلسة مباحثات مع أوليفا لوم الرئيس التنفيذى للشركة وعدد من كبار مسئوليها تم خلالها بحث سبل قيام الشركة بإنشاء محطات لتحلية المياه فى مصر. وتم التوقيع على مذكرة تفاهم بين هيئة قناة السويس وشركة «هاى فلوكس» . وفى اليوم الثانى للزيارة، عقد الرئيس قمة ثنائية مع نظيره السنغافورى تونى تان داخل قصر الآستانة لبحث سبل الاستفادة من الخبرة السنغافورية فى عدد من المجالات، ومن بينها تحلية ومعالجة المياه، وتطوير الموانئ. كما التقى الرئيس أيضا رئيس الوزراء السنغافورى «لى هزين لونج»، وتناول اللقاء ترجمة العلاقات التاريخية بين البلدين إلى خطوات عملية جادة للتعاون والعمل المشترك فى عدد من المجالات ذات الأهمية الحيوية، على رأسها أهمية الاستثمار فى الكوادر البشرية عبر التعليم والتدريب الجيد. كما التقى الرئيس كبار المستثمرين ورجال الأعمال ورؤساء كبريات الشركات السنغافورية ، استعرض خلاله فرص الاستثمار فى مصر وخاصة فى منطقة محور قناة السويس، والتعريف بأحدث الإجراءات والخطوات التى اتخذتها الحكومة المصرية لتذليل العقبات أمام المستثمرين. وفى ختام اليوم الثانى للزيارة، أجرى الرئيس حديثا مطولا لقناة آسيا الإخبارية، أشار الرئيس فيه إلى أن تيار الإسلام السياسى كانت لديه فرصة للمشاركة فى الحياة السياسية إلا أن أيديولوجيته اصطدمت بالواقع. وقبيل توجهه إلى الصين المحطة الثانية فى جولته الآسيوية، اختتم الرئيس زيارته لسنغافورة بجولة داخل ميناء سنغافورة حيث اطلع على آليات العمل فى واحد من أكبر وأهم الموانئ فى العالم. زيارة الصين .. وعلى الرغم من أن زيارة الرئيس إلى الصين كانت أقرب إلى الزيارات البروتوكولية لحضور احتفال ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أن جدول أعمال الرئيس كان مزدحما، حيث انتهز الفرصة لعقد قمة هى الثانية من نوعها مع الرئيس الصينى شى جينبينج، الذى أعرب خلالها عن اهتمام بلاده بالفرص الاستثمارية الواعدة التى تتيحها مصر،وأشار إلى أن الحكومة الصينية تشجع المستثمرين ورجال الأعمال الصينيين على الاستثمار والتصنيع فى مصر واستشراف مجالات جديدة للعمل والتعاون. وشهد الرئيسان التوقيع على اتفاقيةٍ إطارية للتعاون فى مجال الطاقة الإنتاجية، واتفاقية بين بنك التنمية الصينى والبنك الأهلى المصرى يتم بموجبها تقديم قرض بقيمة 100 مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة. ولعل أهم نتائج زيارة الصين هى توقيع أول مذكرة تفاهم حول العاصمة الإدارية الجديدة، مع الشركة الصينية العامة للهندسة الإنشائية، والتى بموجبها تبدى الشركة الصينية الاهتمام مع الشريك المصرى فى دراسة إمكانية إنشاء جزء من المرحلة الأولى من العاصمة الجديدة، على أن تقوم البنوك الصينية بتمويل أعمال الشركة فى المشروع. وخلال لقاء الرئيس برئيس الوزراء الصينى لى كه تشيانج، اتفقا على مواصلة اللجنة الرباعية المشتركة بين مصر والصين- والتى تضم من الجانب المصرى وزيريّ التجارة والصناعة والاستثمار ومن الجانب الصينى وزير التجارة وأمين لجنة الإصلاح والتنمية – التشاور والتنسيق بشأن سبل تنفيذ جميع ما تم التوصل إليه بين الجانبين من مشروعات مشتركة وما تم توقيعه من اتفاقيات. ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسى المستثمرين الصينيين إلى زيادة استثماراتهم فى مصر، متعهدا بتذليل جميع العقبات وتسهيل الإجراءات المطلوبة لتنفيذ مشروعاتهم. وخلال لقائه مع رؤساء 25 شركة وبنكا صينيا تعمل فى مصر، طلب الرئيس من المستثمرين الصينيين ضخ استثماراتهم فى المناطق الصناعية بمحور تنمية قناة السويس، مؤكدا أن مصر ستعمل جاهدة على تطوير البنية الأساسية لهذه المنطقة، ووعدهم بتذليل أى مصاعب وسرعة انجاز مشروعاتهم، وقد أشادوا بتحسن مناخ الاستثمار فى مصر خلال السنتين الأخيرتين، كما أكدوا أهمية قناة السويس الجديدة التى وصفوها بأنها إحدى العجائب، وأنها سوف تكمل مبادرة الرئيس الصينى بإحياء طريق الحرير. وخلال العرض العسكرى لعيد النصر، التقى الرئيس بعددٍ من رؤساء الدول والحكومات، الذين حضروا الاحتفال، حيث تم استعراض أهم جوانب العلاقات الثنائية مع دولهم، وهو العرض الذى شارك فيه ألف جندى من 17 دولة تنتمى لجميع القارات، بينها سرية حرس شرف مصرية مكونة من 81 ضابطا وصفا ومجندا، وكانت مصر هى الدولة العربية والشرق أوسطية والإفريقية الوحيدة التى شاركت بتشكيل فى هذا العرض العسكرى التاريخي، وهى المرة الأولى التى تشارك فيها قوات مصرية فى مثل هذا الحدث. كما التقى الرئيس السيسى رئيسة مجلس إدارة شركة هواوى الصينية للاتصالات، والتى أكدت ان شركتها تسعى بكل جد الى زيادة استثماراتها فى مصر. وقد اجتمع الرئيس مع الرئيس السودانى عمر البشير، على هامش زيارة الصين، وبحثا القضايا الإقليمية واتفقا على تفعيل دور اللجنة العليا المشتركة بين البلدين خلال الفترة المقبلة. زيارة اندونسيا .. ثم خلال زيارة الرئيس التاريخية إلى إندونيسيا بعد 32 عاما من انقطاع الزيارات الرئاسية وهى الزيارة التى اختتم بها الرئيس السيسى جولته الآسيوية عقد مع نظيره الإندونيسى جوكو ويدودو قمة ركزت على ضرورة التنسيق المشترك من خلال المحافل الدولية لمكافحة الإرهاب ودحره، واستعادة قيم الإسلام السمحة وتعاليمه التى تتصف بالرحمة والسلام. وأكد الرئيسان ضرورة تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين من أجل استعادة وتقوية العلاقات التاريخية التى تربط بين البلدين. وشهد الزعيمان مراسم التوقيع على مذكرتى تفاهم بين مصر وإندونيسيا، بشأن إعفاء حاملى الجوازات الدبلوماسية والمهمة والخاصة من تأشيرة الدخول بالنسبة للبلدين، وحول التعاون فى مجال تدريب الدبلوماسيين. وقبل مغادرة إندونيسيا إلى أرض الوطن، قام الرئيس بزيارة مهمة إلى مقر الأمانة العامة للتجمع الاقتصادى لدول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، والذى يعد الراعى الأساسى للتقدم الاقتصادى لدول النمور الآسيوية، حيث التقى بسكرتير عام التجمع، وبحث معه سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر ودول الآسيان على الصعيد الاقتصادي. عصر جديد من التعاون الاقتصادى مع «الآسيان».. من جانبهم ،أكد رؤساء المجالس التصديرية ومجالس الأعمال أن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الآسيوية ستدشن لعصر جديد من علاقات التعاون الاقتصادي بين مصر ودول الآسيان التي تضم 10 دول، حيث شملت الزيارة دولتين من أبرز دول التجمع هما إندونيسيا وسنغافورة. حيث إن دول الآسيان تعد من أهم التجمعات الاقتصادية علي مستوي العالم ومع ذلك فإن حجم التبادل التجاري معها لا يرقي لإمكانات مصر التصديرية وهو ما يرجع إلي عدم وجود خطوط ملاحة مباشرة منتظمة بين الموانيء المصرية، إلي جانب وجود حواجز جمركية عالية بدول التجمع التي تعتمد أغلبها علي التجارة البينية فيما بينها، بالإضافة إلي نقص المعلومات عن احتياجات تلك الأسواق من السلع والبضائع المختلفة. وتعد دول الآسيان وآسيا عموماً من المناطق البكر بالنسبة للصادرات المصرية، حيث تضم عدداً كبيراً من القوة الشرائية، بجانب ارتفاع مستويات المعيشة لمواطنيها، وهو ما يتيح فرصاً لزيادة صادرات مصر لتلك الأسواق، خاصة من المنتجات التي نتمتع فيها بميزة نسبية؛ مثل الأسمدة الآزوتية، إلي جانب الكيماويات ومنتجات البلاستيك والصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية، خاصة الفاكهة مثل البرتقال والعنب والتمر والأعشاب العطرية والطبية. كما إن مصر يمكنها أيضا الاستفادة من المواد الخام الطبيعية المتوافرة بتلك الدول، مثل المطاط والأخشاب والزيوت والثروة الحيوانية الضخمة بها، وذلك لزيادة القدرة التنافسية لصناعاتنا الوطنية، مع إيجاد آليات جديدة للتغلب علي مشكلات ارتفاع تكلفة الشحن لتلك الدول. من جانبه دعا رئيس المجلس التصديري للأثاث إلي الاستفادة من خبرات دول الآسيان، وخاصة منها تلك التي حققت درجة عالية من النمو الصناعي وتطوير قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة لنقل هذه التجارب وتبني ما تطبقه من إجراءات لدعم قطاعها الإنتاجي والتصديري. ويشير رئيس مجلس الأعمال المصري الأندونيسي إلي أن مصر يمكنها التركيز علي عدد من الأسواق الواعدة ضمن مجموعة الآسيان، مثل فيتنام التي وقعت اتفاقا لتحرير التجارة مع التجمع الاقتصادي الآوروآسيوي و أيضا مع إندونيسيا التي بلغ حجم وارداتها 172 مليار دولار العام الماضي بزيادة 4 مليارات دولار علي عام 2013 وللأسف فإن نصيب مصر منها لا يتعدي المائة مليون دولار فقط، وهو ما نعمل علي تغييره في الفترة المقبلة ولابد من قيام الجهات الرسمية خاصة وزارة التجارة والصناعة بمتابعة الملفات والمحادثات الرئيسية التي أسفرت عن توقيع مذكرات تفاهم بين مصر وهذه الدول وإقناع المستثمرين بهذه الدول بجاذبية الاستثمار بمصر. من ناحية أخري، كشفت دراسة أعدها قطاع التجارة الخارجية عن وجود فرص كبيرة لنمو صادرات مصر لتجمع دول الآسيان، خاصة بقطاعات الكيماويات والأسمدة والحاصلات الزراعية مثل البرتقال والعنب والتمر والبطاطس، إلي جانب بعض الصناعات الغذائية والسجاد والجلود المدبوغة والمنتجات المعدنية، والغاز الطبيعي المسال في ضوء تعاظم الاحتياطيات البترولية في ضوء الاكتشافات الأخيرة. وأوضحت الدراسة أن حجم التبادل التجاري بين مصر ودول التجمع تجاوز العام الماضي حاجز 2.6 مليار دولار، وإن كانت صادرات مصر لهذه الدول لاتزال أقل بكثير من إمكاناتنا الاقتصادية حيث سجلت الصادرات المصرية للدول العشر أعضاء الآسيان نحو 282 مليون دولار فقط ،وهو ما يمثل اقل من 0.1% من حجم وارداتنا منها. واقترحت الدراسة لزيادة تعاملاتنا مع دول الآسيان البدء بعدد من دول التجمع لتعزيز العلاقات التجارية معها، مثل اندونيسيا التي نرتبط معها بأكثر من 15 اتفاقا تجاريا واستثماريا، أبرزها مذكرة التفاهم الموقعة عام 2001 بين وزارتي الزراعة الاندونيسية والصناعة والتجارة المصرية بشأن بحث التعاون في عدة مجالات.