إنها مصر يا سادة، وأمنها خط أحمر. مصر لم تُغلق أبوابها يومًا في وجه الأشقاء العرب. حين اعتُدي على العراق اثناء الغزو الأمريكي، لم تمنع مصر دخول الإخوة العراقيين. وعندما اجتاحت داعش الأراضي السورية، لم تُغلق مصر أبوابها في وجه السوريين. وحتى بعد اندلاع الحرب الأخيرة في السودان، لم تتوانَ مصر عن استقبال الإخوة السودانيين. دعم مصر للقضية الفلسطينية تاريخي وثابت، فمنذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قدمت مصر الكثير للقضية الفلسطينية. بدءًا من حرب 1948، دعمت مصر الفلسطينيين سياسيًا وماديًا، بل من قوت المصريين أنفسهم. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، وبعد عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها حركة حماس، تعرض قطاع غزة لدمار شامل. ولم يتحرك أحد، سوى مصر. أدخلت مصر منذ بدء العدوان الإسرائيلي أكثر من 80% من المساعدات التي وصلت إلى غزة. ولكى أذكر الذين يهاجمون مصر يجب عليهم أن يعلموا، أن مصر استقبلت الآلاف من الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين المصابين ، لتلقي العلاج في مستشفياتها، دون تردد أو مقابل. وكما كان يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كل لقاءاته مع رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية، على ضرورة حل القضية الفلسطينية عبر حل الدولتين. كما شدد على أهمية تقديم المساعدات الغذائية والطبية، وعلاج المصابين في مصر دون أي شروط . وكان موقف مصر واضحًا أمام العالم: رفض التهجير والتمسك بإعادة إعمار غزة، رغم الصمت الدولي والعربي. ولعبت مصر وقطر دورًا حاسمًا في التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس، نتج عنه الإفراج عن المئات من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية. ◄ التساؤل حول المسيرات المفاجئة واليوم، بعد أكثر من 615 يومًا من بدء العدوان على غزة، تخرج بعض الأصوات لتنظيم مسيرة بالسيارات نحو غزة، ومحاولة دخول الحدود بالقوة. و السؤال هنا ما سر يقظة هذه المسيرة الآن؟ ولماذا لم نرَ مثل هذه التحركات منذ السابع من أكتوبر 2023؟ ولماذا لا تحتوي هذه المسيرة على أي مساعدات غذائية أو طبية؟ وماذا قدمت هذه المسيرة أو حكوماتها للقضية الفلسطينية فعليًا؟ واود ان اذكركم بأن المواقف لا تكون بالشعارات أو المسيرات، بل بالفعل والإنجاز. حَرّكوا حكوماتكم من داخل أوطانكم، وادعموا الموقف العربي الموحد. واعلموا أن أغلب رؤساء دولكم لم يحضروا اجتماعات إعمار غزة، ولا اجتماعات الجامعة العربية. وأخيرًا، اعلموا أن مصر لم ولن تبخل على أي عربي. تحيا مصر، ويحيا رئيس مصر، ويحيا جيش وشرطة وشعب مصر.