تستند العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودول المنطقة على مبادئ الصداقة والإخوة والمصالح المشتركة. ودولة الإمارات تعد واحدة من أفضل الدول اقتصاديا وسياحيا فى المنطقة، تجد نفسها وهى تشترك فى العديد من القيم مع دول المنطقة، منها لأسباب تاريخية وثقافية، وأيضا لما تتميز به فى سعيها لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية التجارية والثقافية والسياحية مع المنطقة. تنظر الإمارات إلى هذه العلاقات على أنها بوابة التوازنات السياسية والاجتماعية التى تقوم بين الدول المتزنة، فمثل هذه العلاقات هى الضمانة الأهم فى مواجهة الملفات المستعصية والخروج بالمنطقة والأمة كلها إلى بر الأمان. نقول هذا الكلام وأعيننا على ملف العلاقة مع مصر من جهة وتركيا من جهة أخرى. إنها العلاقة مع قوتين اسلاميتين رئيسيتين نسعى لأن تكونا ركيزتى السلام والاستقرار فى منطقة تنهبها التوترات والحروب. الشأن والملف المصرى تجاوز مرحلة المصير والمستقبل المجهول. وها هى مصر اليوم تستعيد عافيتها وتعود مصر القوية ذات القرار وصاحبة الثقل العربي. أما تركيا فهى مقصد سياسى واقتصادى وسياحى معروف ووازن ومساهم مؤثر فى اقتصاديات المنطقة. هناك 500 من الشركات التركية النشيطة فى السوق الإماراتية وعلى رأسها شركات البناء التركية التى لا تزال ضالعة فى مشروعات مهمة فى الإمارات فيما يتطلع الكثير من الشركات التركية إلى الحصول على مشروعات جديدة فى الامارات خلال السنوات القليلة المقبلة. وحجم الاستثمارات التركية فى الإمارات وكذلك الاستثمارات الإماراتية فى تركيا فى تصاعد ويشهدان المزيد من التدفق المتبادل بين البلدين، حيث بلغ إجمالى الاستثمارات التركية فى الإمارات نحو ستة مليارات دولار تصب فى قطاعات عديدة، ولكن الجزء الأكبر منها فى قطاع البناء فيما بلغت الاستثمارات الإماراتية فى تركيا 3 مليارات. إن الإماراتيين من أكثر مواطنى دول مجلس التعاون الخليجى ممن يختارون تركيا مقصداً أول خلال العطلات. وتسهم دول المجلس بنسبة 5% من إيرادات السياحة التركية، حيث تعتبر الكويت الدولة الأعلى مساهمة تليها الإمارات. إن الإمكانيات المتاحة فى الإمارات كبيرة ومتنوعة، خاصة فى ظل مناخ الاستقرار السياسى والانفتاح الاقتصادى والموقع الجغرافى الاستراتيجى المميز، وهذه عوامل تساعد الدول الطموح فى استثمار وبناء علاقات متينة وقوية يدعمها التوافق السياسى والاقتصادى والمصير المشترك . هذه المعطيات تجعل من الضرورى إعادة النظر فى المواقف السياسية بين مصر وتركيا بصفة مشتركة من جهة، وبين مصر وتركيا مع بقية دول المنطقة من جهة ثانية. فقد حان وقت التوافق والتقارب وتجاوز الخلافات. إن مستقبل المنطقة يحتم على الجميع التوافق والابتعاد عن الفرقة. فالمصالح المشتركة وأمن الشعوب أساسيان فى نظرة جديدة توحد المواقف الثنائية والإقليمية والدولية لدوام العلاقات. فالخندق واحد لا يتعدد والأهداف واحدة لا تختلف، فى مقدمتها الرقى والنهضة والحفاظ على الأمن والاستقرار ما يكفل حماية شعوب المنطقة من خطر التطرف والإرهاب. العدو واحد ويحاول وضع المنطقة بأكملها تحت هيمنته وسيطرته ويشهد على ذلك ما يقوم به من تصرفات، فهل نترك له المجال؟ أم نخلق له البيئة التى تدعم تطلعاته وخططه؟ إن دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك أهمية التحرك الدولى الجماعى لمواجهة التهديد الذى تشكله الجماعات الإرهابية، خاصة «داعش» فى كل من العراق وسوريا واليمن. لمزيد من مقالات مهره سعيد المهيرى