من المؤكد أنه لم تكن مفاجأة أن يحظى تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأداؤه اليمين القانونية بهذا القدر الكبير من الاهتمام، الخليجى والعربى والإقليمى والدولي، الذى جسدته المستويات الرفيعة للوفود العربية وغير العربية المشاركة. وما شهدناه من تضامن سعودى آماراتى خرج من مجرد الوعود والكلمات واللقاءات إلى التفعيل الكامل، لأننا فى ظرف نحتاج إلى تأكيد الدور العربي، وإيقاف نزيف دمائه وإفلاسه المادى والسياسي، ومصر مع دول الخليج ، سوف يضعون خط البداية فى هذا التضامن الجديد والذى بالفعل نحتاجه أمام شراسة الواقع وانحداره، وهى المهمة الكبيرة التى تجعلنا جميعاً فى الخندق الواحد، ومن هنا يأتى حضور سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد ابوظبي، حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي، تأكيدا على عمق تلك العلاقات، ورسالة من الإمارات للعالم بأنها لن تتخلى عن مصر، وسوف تبقى إلى جانبها فى مختلف الظروف، حتى يعود الأمن والاستقرار إليها وتتفرغ للتنمية وصناعة المستقبل. فى الوقت الذى تتسم فيه العلاقات الاماراتية المصرية بأنها علاقات متينة وراسخة، وتحظى باهتمام عميق ورعاية مستمرة، من جانب الدولتين والشعبين الشقيقين، تحقيقاً للمصالح المشتركة والمتبادلة فى مختلف المجالات، وعلى كل المستويات، حيث أعطت نموذجاً متميزاً لما ينبغى أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء فى مختلف الظروف، فإن مصر الشقيقة تدخل الآن مرحلة جديدة، مفعمة بالكثير من الآمال والتطلعات، للانطلاق إلى غد أفضل بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى يحظى بدعم ومساندة كاسحة على مستوى جماهير الشعب المصرى الشقيق، الذى يتطلع إلى تحقيق الاستقرار والتقدم والازدهار، والتخلص من الآثار التى مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية. إدراكا للأهمية البالغة والمحورية، التى تمثلها مصر الشقيقة،على المستويين العربى والإقليمي، ولما يمثله نهوضها وتطورها السياسى والاقتصادي، وعلى كل المستويات من انعكاسات على المنطقة من حولها.. من المؤكد أن كل خطوة نجاح تتحقق تعود بالخير والفائدة على المنطقة ككل، والامارات بتوجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد لدعم المشاريع والمبادرات والاهتمام بدقة بكل ما يجرى فى مصر، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً أيضا. وقد قام سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد ابوظبى بجولة تفقدية لمعرض المشروعات التنموية التى تسهم فى تمويلها دولة الامارات العربية المتحدة، وتابع سموه شخصيا العمل والوقوف على حجم الإنجازات فى المشروعات الممولة من الإمارات، وكان الاصرار واضحا على أن تتخطى مصر أزمتها الاقتصادية فى بداية هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المحروسة.. حفظ الله مصر ذخرا للعرب». فهى درعنا الذى يرد عنا كل خطر.. اللهم احفظه وشد من أزرها. لمزيد من مقالات مهره سعيد المهيرى