(إن قتل كلب غربي خطأ في غابة أمر لا يُغتفر ...وقتل شعب مسلم بدم بارد مسألة فيها نظر ) فأسوأ ما في الحضارة الغربية فوق أنها حضارة مادية بامتياز تتراجع فيها المباديء والأخلاقيات إلي أبعد مدي ، أنها كرست فكرة ( الإقطاع )وجعلت لها امتدادات من كونها متعلقة بالأفراد إلي العائلات ثم المجتمعات والمذاهب والأعراق والأديان وأخيرا الدول فاستباحة شعب بأكمله مثل العراق بدعوي لم ولن تثبت ألا وهي وجود أسلحة للدمار الشامل عند صدام حسين ، واستمرار الذبح البارد لبلد بأكمله علي مستوي القتل الممنهج والتشريد والتهجير القسري وتدمير البنية التحتية ، كل ذلك أمور تحتاج إلي تفكير في الحل وإن تأخر ثلاثة عشر عاما !!! أما أن يُقتل بعض الأفراد في باريس، فإن العالم كله يتحرك في ثوان معدودات ، ومعه البوارج الحربية والقرارات الدولية والمعلومات الإستخباراتية والمؤتمرات اليومية .إلا أن قتل آلاف المواطنين السوريين وتهجير وتشريد الملايين ( أكثر من نصف الشعب ) أمر لا يجد له بواكي ولا يُحرك ساكنا ، أما أن يُطعن اسرائيلي بسكين فلسطيني بائس يأس من أي حل لقضية لا يلتفت إليها العالم إلا عندما يريد أن يتجمل فذاك أمر جلل .ولا نجد في التاريخ من يحتل بلدا - كما تفعل اسرائيل - وتُسوق نفسها ، بل وينظر إليها الغرب علي أنها ضحية . ولم نسمع من قبل أن جيشا - كما حدث ويحدث في غزة والضفة الغربية - يُهاجم مدنيين عُزل بأحدث الطائرات والصواريخ والقنابل ، ثم تعتبر الدول - التي تقود الحضارة الغربية - أن ذلك دفاع عن النفس . فإحتلال دولتين مثل العراق وأفغانستان وإعادتهما إلي القرون الوسطي ،وتجريف سوريا من مواطنيها الأصليين ،فضلا عما يحدث في اليمن والصومال ، ومن قبل في السودان ، دون أي وازع أخلاقي ، كل ذلك يُكرس فكرة اللجوء إلي العنف الذي قد يراه البعض وسيلة وحيدة للدفاع عن الديار والأعراض . وكون 60 دولة تأتي لتحارب تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) ولا نسمع عن قتل أحد من التنظيم - إلا فيما ندر - أوتراجع قدارته ، بل علي العكس نسمع ليل نهار عن تمدد التنظيم ،فذاك أمر يدعو للتساؤل . فهل بعبع التنظيم هو شماعة ليس لإستباحة سوريا فقط ، وإنما لاستباحة دول عربية وإسلامية كثيرة ، كما كانت فرية ( أسلحة الدمار الشامل ومحاربة الإرهاب) شماعة لإستباحة العراق . [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح البطة