( لا يكفى النظر فى الشعار المرفوع ، بل يجب أيضا النظر فى حقيقة من يرفعه ، فليس كل شعار – كما يقول ابن تيمية رحمة الله عليه – يُتَّبع ولو كان نبيلا ، ولقد كان مسجد الضرار( تحدث عنه ربُنا فى سورة التوبة ) كبقية المساجد فى مظهره ، ومع ذلك نهى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيه بسبب خبث نوايا أصحابه ، فليس كل مسجد يُصلى فيه ). وعندما يرفع الغرب شعار الديمقراطية كنظام سياسى ويحاول فرضه بالرضا حينا أوبالخداع تارة وبالقهرأحيانا ،ويُقرن معه ما يسمى ( حرية المرأة ) و( حقوق الانسان ) وجب على العالم الاسلامى الذى تأتى شرائعه من السماء - وليس من قاعات الفنادق المكيفة والمعقمة بالخمور وعطور النساء الجالسات بجوار أصحاب الأعمال والشركات العابرة للقارات وهم يتناولون لحم الغزال ويستمعون إلى الموسيقى - أن يُشكك فى نواياه أصحابه . وعندما تذهب لورا بوش زوجة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش إلى أفغانستان بعد الغزو الأمريكى لها ، ودكها بآلاف الأطنان من القذائف ، وتتكلم فقط عن خروج المرأة الأفغانية للعمل والمشاركة فى الحياة السياسية والتعليم ، والبلد مدمر بالكامل والمرأة لا تجد ما يكفى أولادها ، فلابد أن يثير الأمر الريبة . فإن كانت الديمقراطية أفادت الغرب ، فليس كل دواء - إن اعتبرناها تجاوزا دواء – يصلُح لكل داء . وسبقت أسطورة الديمقراطية وحرية المرأة وحقوق الانسان أسطورة انتشار الاسلام بالسيف ، مع أن كل من قُتل طوال الرسالة المحمدية ( 23 عاما فى مكةالمكرمة والمدينة المنورة ) لم يصل إلى ثلاثة آلاف شخص نصفهم من المسلمين تقريبا . وما قتلته أمريكا فى غارة واحدة فى العراقأوأفغانستان أوالصومال أواليمن أوباكستان أوغيرهم بضغطة زر واحدة فى ثانية واحدة أكبر من ذلك بكثير . وقُتل فى الحرب العالمية الأولى عشرون مليونا وفى الحرب العالمية الثانية خمسون مليونا . والأسطورة الثالثة (اهانة الاسلام للمرأة) مع أن الثابت تاريخيا أن المرأة فى الغرب لم تكن تخرج من البيت للعمل أوالتصويت فى الانتخابات ، وكانت كقطعة أثاث فى البيت تباع وتشترى . وكل ما حدث هو قلة عدد الرجال فى أوروبا وعزوف الشباب عن الزواج والعمل بعد الحروب العالمية ، فاضطروا اضطرارا لاخراجها، وليس الأمر متعلقا بتلك الشعارات الجوفاء التى يرفعونها . والأسطورة الرابعة هى وجود أسلحة دمار شامل فى العراق أيام صدام حسين وهو ما أدى لغزو العراق ، ونسى العالم كولين باول وزير الخارجية الأمريكى الأسبق وهو يتحدث فى الأممالمتحدة مستحضرا أدلة مخابراتية ( مفبركة ) ، ولم ير أحد حتى الآن ولن نرى تلك الأسلحة بعد أحد عشرعاما ، وبعد تدمير بلد بأكمله وتهجير أهله من السنة وتسليمه ( بالضبة والمفتاح ) إلى ايران . وصدق سفيان بن عيينة القائل ( ما من ضلالة فى الدنيا إلا وعليها زينة ) زينة من وسوسة وخيالات ابليس ، وزينة من خيالات فكرية لمنتكسى العقول والقلوب من المثقفين والاعلاميين والسياسيين الذين عمت بهم البلوى فى أمتنا . [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح البطة