نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرا حذرت فيه من مخاطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا "داعش" والذي نجح في الاستيلاء علي مناطق كبيرة من الاراضي السورية والعراقية ومن ثم بدأ حربه الدينية والتي قتل فيها ما يزيد عن 1700 مسلما في مدينة تكريت لمجرد انهم ينتمون الي الشيعة ومن ثم حولوا بوصلتهم الي المسيحيين الذين اجبروا خلال الايام الماضية علي الفرار بعد ان خيرهم قادة التنظيم علي تغيير ملتهم او دفع الجزية او سفك دماءهم، وهو ما اجبر ألاف المسيحيين علي الفرار بملابسهم من مدينة الموصل العراقية التي شهدت اكبر عملية نزوح جماعي منذ الحرب العالمية الأولي عندما تم طرد المسيحيين من تركيا. وأشارت الصحيفة إلي أنه وبعد 1600 عاما من الحياة الكريمة التي عاشها المسيحيين في الموصل التي تعد اقدم المناطق المسيحية في الشرق الاوسط بأكملة، جاء تنظيم داعش ليقضي علي المسيحية في العراق والتي تراجعت نسب سكانها تلقائيا عقب الغزو الامريكي للعراق في عام 2003 وسقوط نظام صدام حسين، وما زاد من حالة الاحتقان هو قيام اعضاء التنظيم بتدمير كنائس يرجع تاريخها الي 19 قرنا مضت ورفع اعلامهم السوداء عليها وهو ما يؤكد ان الاقليات المسيحية تتعرض لعمليات تهجير جماعية منظمة يسعى التنظيم من خلالها ان يكتب النهاية لتلك الديانة في العراق. وأشار المحللون إلي أنه بعد ان كان التسامح عنوانا للتعاملات بين سكان الموصل وبعد ان كانت اصوات الاذان تختلط بأجراس الكنيسة، بات هؤلاء الارهابيين اصحاب الكلمة الفصل في المدينة وهو ما لاقي ترحيبا كبيرا من سكانها، مؤكدين ان تلك الاعمال الاجرامية ستؤدي الي عواقب وخيمة في الموصل التي يمكننا ان نقول انها تشهد عملية استئصال للمسيحيين من اوطانهم التي ولدوا بها. ومن جانبها اشارت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية الي ان تنظيم داعش يقود حملات ابادة جماعية ضد المسيحيين، مشيرة إلي أن هجماته البربرية فاقت وحشية ادولف هتلر والنازيين الذين ارتكبوا الكثير من المذابح الوحشية. وأكدت ان داعش يسعى الي تأسيس دولة الخلافة الاسلامية علي انقاض المسيحية، وهو الامر الذي يؤكد فهمهم الخاطئ للمبادئ الاسلامية التي تقوم علي التسامح. وارجع المحللون ما يحدث الي السياسات الغربية الفوضوية في المنطقة اذ اكدوا ان واشنطن ولندن هما من تسببا في انهيار وتفكك العراق بعد غزوها بحجة امتلاك صدام لأسلحة دمار شامل وها هما يتحالفان مع معارضي الاسد الذين تحولوا الي مجموعات ارهابية يسيطر عليها تنظيم داعش ايضا، ورغم علمهم بذلك إلا انهم لايزالوا يرسلون كافة اشكال الدعم للمعارضة هناك رغم انهم علي علم بان الرئيس بشار الاسد هو الوحيد القادر علي حماية مصالح الاقليات في سوريا.