جرس إنذار شديد اللهجة وصيحة تحذير مدوية أطلقها رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى حواره مع «الأهرام» أمس الأول، حينما أكد أن الساعة السكانية ستدق غدا الأحد معلنة وصول تعداد مصر إلى 90 مليون نسمة بالتمام والكمال وهو الأمر الذى يعد كارثيا ويرقى إلى درجة «الانتحار الجماعي» حسب وصف رئيس الجهاز فى ظروف دولة مثل مصر حيث محدودية الدخل والموارد يبدو الرقم مخيفا حقا، فحين يصبح لدينا مولود كل 15 ثانية وأربعة مواليد كل دقيقة واحدة وحسب بيانات الجهاز فإن وصف الأمر بالكارثى أو الانتحار الجماعى لا يجافى الحقيقة، فمع مثل هذه المعدلات المرتفعة للمواليد، لن تجدى أى مشروعات اقتصادية نفعا ولن تصمد أى تنمية أمام طوفان البشر وسيل المواليد المنهمر كل ساعة. هذا الرقم المرعب جاء ليدق ناقوس الخطر المحدق بالجميع، الدولة، والمجتمع، بكل فئاته ومؤسساته، ويؤكد ان استمراره بهذه المعدلات الفلكية، يعنى مزيدا من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، فمن الناحية الاقتصادية، سترتفع معدلات البطالة والفقر، وسوف تتراجع الخدمات الصحية والتعليمية وباقى منظومة الخدمات العامة، وبالتالى تتفاقم مشكلات الجهل والمرض ونقص وسوء التغذية، الأمر الذى يؤدى إلى ظهور الأمراض الاجتماعية وأخطرها وقوع بعض الشباب فى براثن الجماعات الإرهابية. خطورة المشكلة تقودنا إلى أهمية الإسراع إلى تدارك الأمر والسعى إلى إيجاد الحلول الناجعة له، من خلال آليات يتكاتف فيها الشعب إلى جانب الدولة، وعلى رأس هذه الآليات التوعية المستمرة بخطورة المشكلة السكانية وتداعياتها على الفرد والأسرة والمجتمع، وإيجاد الدوافع والمحفزات على تنظيم النسل، والمتابعة الجادة من الجهات المختصة، والتواصل مع الأسر بشكل مباشر لإقناعهم بذلك. كما أن على الدولة فى سبيل تحقيق هذا الهدف، أن تسرع إلى تطوير المنظومة التعليمية والصحية للارتقاء بالمواطن المصري، خاصة فى المناطق الريفية والعشوائية، وذلك لأن المواطن الأكثر تعليما هو الأكثر إدراكا لخطورة المشكلة، وبالتالى هو الأكثر حرصا على المساهمة فى إيجاد الحلول لها وإقناع أهله وجيرانه بها، وقد ثبت بالفعل ان الجهل هو أحد أهم الأسباب فى تفاقم الأزمة وحدوث مشكلة الانفجار السكانى. لمزيد من مقالات رأى الاهرام