رجحت وسائل الإعلام الأمريكية أمس أن يكون هجوم مدينة سان برناردينو بكاليفورنيا الذى أودى بحياة 14 شخصاً له دوافع إرهابية، مستندة إلى تصريحات عدد من مسئولى الأمن بالولاياتالمتحدة الذين كشفوا عن اتصال فاروق بإرهابيين خارج أمريكا قبل الهجوم، إلى جانب الكشف عن تخزين المتهم سيد فاروق وزوجته تشفين مالك أسلحة فى منزلهما. ويتولى مكتب التحقيقات الفيدرالى "إف بى آى" التحقيق فى اطلاق النار الجماعي، محذرا من انه ما زال سابقا لأوانه ربط الهجوم بالإرهاب. وتعرفت السلطات الأمريكية إلى هويات ضحايا هجوم الأربعاء الماضى وهم ست نساء وثمانية رجال تتراوح اعمارهم بين 26 و60 عاماً. ويعمل جميع هؤلاء باستثناء شخصين فى ادارة المقاطعة وهم زملاء لفاروق (28 عاماً) الذى كان يعمل مفتشا بيئيا لمصلحة وزارة الصحة. وأشار رئيس شرطة سان بيرناردينو إلى أن فاروق وزوجته اطلقا حوالى 150 رصاصة فى المركز، قبل أن يقتلا لاحقا فى تبادل لاطلاق النار بعد مطاردة واسعة النطاق. وأضاف أن المحققين عثروا على 5000 رصاصة اضافية فى منزل الزوجين إلى جانب 12 عبوة منزلية الصنع ومواد لصنع عبوات. وقال رئيس الشرطة "لا أحد يغضب فى حفل فيذهب إلى منزله ويضع هذا النوع من المخططات المعقدة" فى تلميح الى معلومات عن حضور فاروق حفلا ثم المغادرة بعد خلاف ليعود بعد قليل مع مالك. ونقلت شبكة "سى إن إن" عن مسئولى الأجهزة الأمنية قولهم إن فاروق أصبح متطرفا واتصل بأشخاص معروفين يشتبه بضلوعهم بالإرهاب خارج البلاد، إلا أن إمام المسجد الذى كان يرتاده فاروق نفى ذلك. وقال إمام المسجد : "لم نلاحظ عليه مطلقا اى علامات تشدد"، مضيفاً "إذا انتاب أحدهم الجنون، فانه لا يمثل الدين بعد ذلك"، موضحاً "لا يمكنك أن تصدق انه قام بذلك من أجل الاسلام لقد كان شخصاً هادئاً وخجولًا ومحافظاً. وكان يعامل الجميع باحترام". وأضاف أن فاروق وهو من أصل باكستانى "كان يعيش الحلم الأمريكى، وكان متزوجا وعنده ابنة، والعام الماضى فاز ب77 الف دولار. كان لديه كل مقومات السعادة". وقال محمود نضوى مساعد إمام مسجد دار العلوم الاسلامية ، وهو المسجد الوحيد فى سان برناردينو، "لم نلاحظ اشارات تطرف لدى فاروق". وأوضح أنه "كان يأتى مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا" للصلاة فى المسجد ". وتصاعدت المخاوف من تعرض المسلمين والعرب فى الولاياتالمتحدة لهجمات انتقامية بسبب عملية كاليفورنيا، مما دفع ممثلى العرب والمسلمين إلى عقد اجتماع أمس مع مسئولين فى وزارة الأمن القومى لتقييم الإجراءات الأمنية الخاصة بحماية الأقليات. وأكد عابد ايوب أحد المسئولين فى اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التفرقة أن هناك مخاوف من احتمال تعرض العرب والمسلمين لهجمات انتقامية خلال الفترة المقبلة، مضيفاً أنه من الضرورى أن "يبقى مجتمع المسلمين والعرب متيقظا". وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أمس أن سيد فاروق كان على اتصال بافراد يشتبه بعلاقتهم بالارهاب. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسئولين فى الشرطة أن "إف بى أى" يتعامل مع الحادث على أنه هجوم إرهابى محتمل، لكنه بعيد عن الجزم بانه فعلاً كذلك فيما ما زالت دوافع الهجوم مجهولة. واشارت قناة "سى إن أن" نقلاً عن مسئولين قولهم إن فاروق كان على اتصال مع أفراد يشتبه بعلاقتهم بالإرهاب فى الخارج وتشدد بعد اقترانه بمالك فى السعودية فى العام الماضى. ويملك مكتب التحقيقات الفيدرالى الذى انكب على تحليل هواتف محمولة واقراص صلبة تعود إلى الزوجين اثباتات على تواصل فاروق بمتشددين محليا وفى الخارج قبل أعوام. ومن الاسباب التى تدفع بالسلطات الأمريكية إلى ربط هجوم كاليفورنيا بالإرهاب الترسانة المذهلة التى جمعها الزوجان ورحلاتهما الى الخارج وتخطيطهما الدقيق للهجوم. وصرح مساعد مدير "إف بى أى" ديفيد بوديش بأنه "من الواضح ان هذا العمل نتيجة مهمة محددة" فى اعقاب الهجوم فى حفل لموظفى المقاطعة فى مركز للخدمات الاجتماعية، مضيفاً "لا ندرى إن كان هذا الهدف المقصود أو أن أمراً ما اثاره فنفذ فعلته فورا".