لابد أن نعترف بأننا ارتكبنا أخطاء فى معالجة أزمة الطائرة الروسية منذ البداية جعلت كثيرا من دول العالم تنظر إلينا بعين الشك ولا تصدق ما يصدر عنا من بيانات ومعلومات، وكاد سوء المعالجة يتسبب فى أزمة مع «الحليف» الروسى الذى يقف إلى جانبنا حتى الآن، ويفقدنا «شعرة معاوية» التى مازالت تربطنا بالولايات المتحدة. ومنذ البداية ونحن نحاول أن نستبعد احتمال انفجار الطائرة بسبب قنبلة إرهابية مع أنه كان احتمالا ضمن حزمة احتمالات أخرى حتى وإن لم يثبت حتى الآن صحته ولو أننا قلنا منذ البداية أن احتمال الإرهاب وارد فى حادث الطائرة، وأنه قد يكون الاحتمال الأقرب، ولم تقفز مباشرة إلى «نظرية المؤامرة» حتى وان كان ثمة مؤشرات عليها ربما كان العالم صدقنا أكثر واندفع إلى مساعدتنا والتعاطف معنا. كما فعل من قبل ومن بعد فى حوادث الإرهاب فى فرنسا وتونس ثم فرنسا أخيرا مرة أخري. والآن فإن علاقتنا مع روسيا على المحك كما يقول اللبنانيون، فهى إما تسير فى طريق التطور الذى حققته على مدى العامين الماضيين أو أن تتعرض لانتكاسة جديدة، ويتوقف ذلك على طريق إدارتنا لتداعيات حادث الطائرة وأشياء أخري! وعلى سبيل المثال، فإن رئيس الوزراء شريف اسماعيل قد جانبه الصواب عندما قال أمس الأول أن «صرف تعويضات لضحايا الطائرة الروسية أمر غير وارد من جانب مصر طبعا» وهو تصريح سابق جدا لأوانه وما كان ينبغى له أن يقول ذلك لأن التحقيقات مازالت جارية ولم تعلن نتائجها بعد، وإذا ثبت بالتحقيقات أن ثمة تقصيرا من جانب الأمن فى مصر، أو أصرت موسكو على تحمل مصر تعويضات، فإننا سوف نكون مضطرين لأن ندفع، ناهيك عن خسائر السياحة التى قال وزيرها أنها تصل إلى 2.2 مليار جنيه شهريا بسبب الطائرة!. وربما مثل هذا الكلام السابق لأوانه يغضب روسيا ويعمق الألم والحزن لدى أسر الضحايا الذين قد يضغطون على حكومة موسكو لمطالبة القاهرة بتعويضات فإذا رفضت مصر، قد تتحول إلى أزمة سياسية بين البلدين فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر موسكو ربما أكثر من إحتياج روسيا لنا.. فهل نحن مستعدون لأن نخسر روسيا أيضا؟!. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم