بعد جريمة باريس خرجت قناة الجزيرة تبرر الجريمة لداعش بأن المجزرة رد فعل ضد استهداف المكون السنى فى العراقوسوريا وكأنها الذراع الاعلامية للدواعش كما كانت سابقا للقاعدة، وبعد قليل تسربت أنباء عن وجود جواز سفر سورى بجوار جثة الانتحاري لتهيئة الشعب الفرنسى للثأر من سوريا، أقصد من بشار الأسد بنفس سيناريو 11 سبتمبر فى العراق وذبح صدام حسين، وقبل تفجيرات باريس بساعات كانت مذبحة برج البراجنة فى الضاحية الجنوبية لبيروت مستهدفه الشيعة عقابا لهم على مساندة الجيش السورى، وبينما كانت الدماء اللبنانية المراقة ساخنة حملت وسائل التواصل الاجتماعى الفلسطينيين من سكان المخيمات مسئولية المجزرة لاثارة الفتنة والحرب الأهلية، وضرب عدة عصافير بحجر واحد، وقبل بيروتوباريس تكرر نفس السيناريو مع الطائرة الروسية بسيناء، وقبل أن يعرف العالم مصير الطائرة المختفية كانت التسريبات تتهم الأمن المصرى بصورة فجة وبدت وسائل الاتصال الاجتماعى تقوم بمهارة بالدور المرسوم لها بدقة فى حشد العالم ضد السياحة المصرية لتكتمل بقية السيناريو المعد سلفا فى دهاليز أكثر من جهاز مخابرات، وعلى غير العادة اختفت اللياقة الدبلوماسية وخرج أوباما شامتا يلمح بخسة إلى مسئولية مصر وتبعة بقية غلمانه، وفى الحوادث الثلاث كانت داعش جاهزة بإعلان مسئوليتها عن كل مصيبة، وبدا أن العازفين من داعش والمايسترو يتنقل بخفة مابين البيت الأبيض والاليزيه وتل أبيب، وإن الكوارث الثلاث والضحايا فى برج البراجنة وباريس هم مجرد حمولة زائدة للطائرة الروسية، وهى رسالة من التحالف الأمريكى ضد روسيا عقابا لها على تدخلها فى سوريا، خاصة بعد أن حقق الروس فى ايام ما عجزت عنه 60 دولة تدك سوريا منذ عام تقريبا! لكى يفضح الروس بأن الغرب لم يكن يوما جادا فى مواجهة الاٍرهاب أو حتى محاربة النظم المستبدة، صحيح أن الشعوب الغربية تدفع ثمن ميوعة حكامهم، وإنهم ضحية صراعات أجهزة مخابرات فى الحرب الشرسة الخفية لإعادة تقسيم مناطق النفوذ ، ولكن تلك الشعوب هى من اختارت هؤلاء الحكام بديمقراطية حقيقية،صحيح ان الدولة الفرنسية لم تتهرب من مسئولياتها واعترفت بأن هناك تقصيرا أمنيا ولكن بقية ردود الفعل كانت مثيرة للتأمل مابين التضامن والإدانة وملاحقة هؤلاء التكفيريين عكس ماحدث بعد سقوط الطائرة الروسية حيث بدا المشهد يكاد يكافئ الاٍرهاب ويعاقب الضحية(مصر)التى تحارب منذ عقود الاٍرهاب نيابة عن المنطقة والعالم، وخرج أكبر إرهابى محترف نيتانياهو مستغلا الفرصة، مشبها تلك العمليات الخسيسة بالمقاومة المشروعة للشعب الفلسطينى، معيدا للذاكرة شايلوك شكسبير وسربت إسرائيل أخبارا بأنها أبلغت فرنسا بمعلومات عن الإرهابيين، وتماهى فى ذلك كل قادة الكيان الاسرائيلى رغم الاختلافات بينهم بمنطق يكاد المريب يقول خذونى، والأمر المؤكد أن تنظيم داعش ماكان له أن يتمدد هكذا الا فى ظل الهياج الطائفى والصراعات الأهلية وتفكيك الدول فيما سمته أمريكا بنظرية الفوضى الخلاقة ولن ينسى التاريخ تشجيع الغرب لتنظيم القاعدة حينما كانوا يسمون المجاهدين وقتها بمقاتلى الحرية شىء من هذا تكرر مع داعش بشحن بعضهم للقتال فى سوريا وليبيا سواء بالدعم المباشر أو بغض الطرف عنهم أو بالمساعدة على تفتيت الدول ومنح الأقليات أقاليم أو بغض الطرف عن استخراج النفط السورى وتسويقه وقد تنافست معظم أجهزة المخابرات العالمية فى أن يكون لها موطئ قدم داخل كل التنظيمات الإرهابية والتكفيرية داعش وجبهة النصرة والجيش الحر وجيش فتح وأطلقت عليها معارضة معتدلة وأخرى مسلحة ،وإذا كنّا ندين ونعبر عن عزائنا ونستبشع ماحدث لأهلنا فى لبنانوفرنساوروسيا فإننا نستبشع أيضا ماوقع من مجازر لجنودنا فى سيناء وأهالينا فى ليبيا وسورياوالعراق واليمن ونعلم أن الفاعل واحد والراعى أيضا واحد وان كل الدماء المراقة هى ثمن حماقة أجهزة تدير المشهد كله فى حرب عالمية ثالثة لإعادة تقسيم مناطق النفوذ ولكن التجربة الانسانية تخبرنا بأن طباخ السم لابد أن يتذوقه مهما يكن حرصه ومهما تكن حرفيته فى الحرب القذرة. ببساطة تدنى المشاركة والأصوات الباطلة رسالة احتجاج على النخبة السياسية. كل التنظيمات الإرهابية رضعت من ثدى الموساد. فى حب مصر لم تتعلم من نداء تونس. هو ربيع عبرى لأن اسرائيل هى المستفيد الوحيد منه. اختيار الرئيس اللبنانى ليس فى بيروت ولكن فى الرياض وطهران. تنمية الدول المتخلفة بمصادرة مليارات مستبدية من بنوك الغرب. تحتاج المنطقة الآن إلى عقد اجتماعى جديد بين الشعوب والحكام. لايمكن مواجهة الاٍرهاب بنفس فكر التطرّف. تقع المصريون الأحرار فى شر ماتنهى حزب النور عنه. حل الأزمة السورية في الميدان بدمشق وليس فينا. على خطى القاعدة داعش لاتقترب من أمريكا أو اسرائيل. [email protected],eg لمزيد من مقالات سيد علي