ما كل هذا الانفلات الأخلاقي الذي انتشر مؤخرا بيننا كالنار في الهشيم, صحيح أن الشائعات كانت ومازالت وستظل موجودة بيننا وعلي مدار التاريخ, ولكنها وبسبب امتداد وتوسع شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي, أصبحت علي هذا الشكل المذري الذي نراه الآن ! فمنذ فترة قصيرة جدا كتبت هنا في نفس المكان مقالا عن الفنان القدير سعيد طرابيك قبل أن يصبح فقيدا , انتقدت فيه مايفعله بعض نشطاء الفيس بوك , وباقي المواقع الأخرى من السخرية علي زواجه من الممثلة الشابة سارة طارق , بسبب فارق السن الكبير بينهما ! وأتذكر وقتها أني قلت أن هذه السخرية والتريقة عليه , ستصيبه حتما ومهما حاول هو الظهور عكس ذلك , بضغوط نفسية كبيرة قد لا يحمد عقباها فيما بعد , وهاهو لم يمر أكثر من شهريين إلا وسمعنا أنباء عن مرضه ثم سرعان ما فوجئنا أخيرا بخبر وفاته ! ومن المفروض أن يكون الموت هو النهاية الطبيعية لأي أحد, ولكنه مع طرابيك جاء بالعكس , ومثلما تصدر خبر زواجه جميع مواقع التواصل الاجتماعي , راح خبر وفاته يتصدرها الآن أيضا من جديد , ليس حزنا علي الفقيد بالطبع ! ولكن وللأسف الشديد بسبب الشائعات والآقاوويل التي تناولت هذا الخبر, وروجت له بأنه كان بسبب المنشطات الجنسية التي كان يأخذها , حتى يستطيع تحمل مجهود الزواج من شابة صغيرة , مما أثر بدوره علي عضلة قلبه , وهو مانفته أرملته جملة وتفصيلا , وأقسمت علي ذلك , بل وأكدت أن موضوع " قلبه " ليس جديد لأنه مصاب به منذ أكثر من عشرة أعوام ! وليت الأمر توقف علي الشائعات فقط, بل ذاد عليه موضوع التعليقات الساخرة علي زوجته أيضا التي راحوا يتهموها بأنها كانت " نحس وشؤم " عليه ! وهكذا فعل ما يطلق عليهم النشطاء بالفنان القدير , حيث عذبوه وجرحوا مشاعره وهو حي , ولم تأخذهم به الرحمة ولا حتى احترموا حرمة الموت وهو ميت ! ونفس الأمر يتكرر ولكن بشكل أخر مع فنانتنا الرقيقة الجميلة نجلاء فتحي التي انتشرت فجأة هذه الأيام شائعة موتها , ووصل الأمر إلي حد تبادل التعازي فيها بين النشطاء وبعضهم , مما أجبر شقيق زوجها ألأعلامي حمدي قنديل أن يخرج علي الناس وينفي الخبر ويؤكد أنها بخير ! ونحن بدورنا نقدم للفنانة القديرة اعتذارا لعله يعوضها ولو بعض الشيء عن هذه الشائعة الحقيرة التي من المؤكد أنها قد نالت منها ومن نفسيتها , وذلك في الوقت الذي كان ينبغي علينا فيه أن نقدم لها كل ما يمكن أن يسعدها في مرضها , مثلما أسعدتنا هي من قبل بفنها الجميل في شبابها . ولكنه التقدم التكنولوجي الذي من المفروض أن يكون نعمة لنا, فإذا به وبفعل بعض الأشخاص المرضي وعديمي الأخلاق انقلب فأصبح نقمة علينا, ولم يعد يسلم أحد منه سواء في حياته أو حتى بعد مماته !!!! لمزيد من مقالات علا السعدنى