بعد هول الصدمة الناجمة عن الاعتداءات الأكثر دموية فى تاريخ فرنسا، احتلت أعمدة الصحف الفرنسية الصادرة أمس مشاعر الحزن والغضب ومناشدات للوقوف صفا واحدا ضد التطرف، ولكن أيضا دعوات إلى «رد الضربة بمثلها». عنوان «الحزن والغضب» تصدر لوفيجارو «المحافظة"، التى وعلى غرار ليبراسيون "اليسارية" صدرت استثنائيا أمس بعد يومين من الاعتداءات، وصدرت ليبراسيون بعنوان "أنا باريس"، مستعيدة فى ذلك شعارا يتم تداوله على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعى ومستلهما من شعار "أنا شارلي" الذى انتشر فى العالم إثر الاعتداءات التى استهدفت المجلة الأسبوعية الساخرة فى يناير الماضى فى باريس أيضا. أما "لوباريزيان أوجوردوى آن فرانس" ، وهى شعبوية، فقد صدرت فى عدد خاص وعلى صفحتها الأولى عنوان "فلنقاوم". من ناحيتها كتبت لوموند أن "فرنسا فى حرب .. فى حرب ضد إرهاب شمولي، أعمى، قاتل على نحو رهيب". بدورها حذرت لوفيجارو من أن "هذه الحرب، الآن وقد فهم الكل ماذا تعني، قد بدأت لتوها ليس إلا". وبالنسبة إلى ليبراسيون، فإن المذبحة التى حدثت فى باريس تفضى إلى "خلاصة تفرض نفسها بواقعيتها المريرة : على الفرنسيين من الآن فصاعدا العيش مع الإرهاب". أما القاسم المشترك بين كل الصحف فكان الدعوة إلى الوحدة الوطنية، وقد لخصتها "لو جورنال دو ديمانش" على صدر صفحتها الأولى بعنوان "الجمهورية فى مواجهة الهمجية". وعلى صعيد الصحف المناطقية قالت "ديرنيير نوفيل دالزاس" إن "التحدى الحقيقى هو تأكيد القيم الجمهورية"، بينما اعتبرت "لا بريس دو لا مانش" أن التكفيريين "يشنون الحرب علينا، وبوحدتنا سنتمكن من مواجهة هذا الجنون المرفوض". أما صحيفة "الزاس" فكانت أكثر صراحة فى المطالبة برد الصاع صاعين، وكتبت "حان الوقت لأن نرد الضربة بضربة، لأن نكون عديمى الرحمة فى مواجهة أعدائنا، فى الداخل كما فى الخارج". وفى السياق نفسه، كتبت لوفيجارو أنه "ضد الوحشية ليس هناك إلا مبدأ واحد: إنه القوة، وضد الهمجية ليس هناك إلا قانون واحد: إنه الفعالية".