فى ظل الأزمة الخانقة التى يعانيها الاقتصاد المصرى وسواء أخطأ محافظ البنك المركزى السابق أو أصاب فقد اضطر البنك إلى خفض قيمة الجنيه المصرى أمام الدولار، ويقول الخبراء إن سماح المركزى بذلك سوف يعمل على زيادة نسبة الفقر فى مصر، ورفع الأسعار، وتخفيض قيمة المدخرات فى البنوك، ولكن أملنا أن يتمكن محافظ البنك الحالى من تفادى الأثر السلبى لما حدث برغم ما قاله المحافظ السابق من أن فاتورة الواردات والخدمات كلفت مصر العام الماضى أكثر من 08 مليار دولار فى الوقت الذى تعانى فيه الدولة تراجعا كبيرا فى مواردها من النقد الأجنبي، وهو رأى له وجاهته.. وبرغم أننى لست متخصصا فى الاقتصاد، فإننى أستطيع القول إن سيل السلع الاستفزازية التى نستوردها تلتهم العملات الأجنبية، والعجيب أننا نستطيع الاستغناء عنها واستمرار الدولة فى استيرادها هو نوع من السفه ولا تتناسب مع ما تمر به بلادنا من ظروف اقتصادية واجتماعية حرجة، ولنبدأ بالمأكولات التى لدينا منها ما هو محلى مثل الثوم الصينى والبصل والفاصوليا واللبان، والجمبرى المستورد، والبطيخ المضلع من اليابان، وشيكولاتة بملايين الدولارات، وورق العنب من أوروبا والكثير، والكافيار والطاووس والخمور لأصحاب المزاج العالي، والإصرار على توافر الياميش على مدى العام، والأحذية الإيطالية، ولعب الأطفال المستوردة باهظة الثمن، برغم توافر الأحذية وألعاب الأطفال المصنعة محليا بمستوى جيد جدا، بل نستورد السبح والجلاليب والسلع الكمالية برغم وجود ما يكافئها مثل السيارات الفارهة السوبر والثلاجات والغسالات و.. و.. الخ. أما السلع الأعلى استفزازا فهى تسابق بعض الصبية والشبان المدللين فى اقتناء سلالات القطط والكلاب باهظة الثمن التى نستوردها بالملايين، فأسعار القطط تتراوح بين 005 إلى 0052 جنيه، أما الكلاب فتتراوح بين ألفين وثمانية آلاف جنيه، وبعض الكلاب المدربة يصل سعرها إلى 05 ألف دولار، وياليتهم يستخدمون هذه الكلاب لحراسة منزل كبير أو حديقة منزلية، وإنما يتباهون بها أمام النواصى والطرقات، وقد يشاغبون المارة خاصة الفتيات مما يتسبب فى مشاجرات دموية، أما طعام الكلاب والقطط يزيد ثمنها على مليون دولار تستورد من الخارج فى حين أن أطفال الشوارع فى القاهرة وحدها يزيد على 09 ألف طفل لا يجدون مأوى، وكلنا يعرف أين يجدون طعامهم، ويتبع ذلك أيضا تكاليف العلاج للكلاب والقطط والتطعيم والتحصينات التى تصل إلى عشرات الآلاف من الجنيهات.. وأتعجب من أين يحصل أهالى هؤلاء الفئات على هذه المبالغ الضخمة فى دولتنا الطيبة واللهم لا حسد، ولكن اندهاشا من إعطائها لأبناء صغار لكى يبعثروها «شمالا وشمالا». د. مصطفى شرف الدين