تواصلت أمس أعمال العنف فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وسط مظاهرات حاشدة أعقبت صلاة الجمعة بمحيط المسجد الأقصى والضفة الغربية وقطاع غزة، وحالة تأهب قصوى من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، فى الوقت الذى أحرق فيه ناشطون فلسطينيون «قبر يوسف» المزار الدينى اليهودى بالضفة الغربية. ولقى شاب فلسطينى مصرعه برصاص الجيش الإسرائيلى بعد أن طعن أحد الجنود بسكين فى الخليل جنوب الضفة الغربية، وذكرت المصادر أن القوات الإسرائيلية منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى الشاب الفلسطينى بعد إصابته بجروح حرجة وتركته على الأرض ينزف حتى أعلنت وفاته. وأظهرت لقطات تليفزيونية إطلاق جنود إسرائيليين عدة رصاصات على الشاب الفلسطينى وهو ملقى على الأرض بينما كان يطعن أحد الجنود فى رقبته باستخدام سكين. وفى القدسالمحتلة، سادت أجواء شديدة التوتر فى ظل الانتشار الواسع لقوات وآليات ودوريات الاحتلال الإسرائيلى العسكرية والشرطية فى كل أنحاء المدينة، خاصة وسطها وفى بلدتها القديمة ومحيطها ومحيط الأقصى المبارك، تخللها منع الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن ال 45 عاما من الدخول إلى القدس القديمة والتوجه للمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة برحابه الطاهرة. كما وضعت اسرائيل قوات الجيش والشرطة فى حالة تأهب شرق القدس والضفة الغربية ومحيط قطاع غزة تحسبا لتجدد أعمال الشغب والعنف فى أعقاب دعوات تنظيم فتح وحماس والجهاد الاسلامى ليوم غضب جديد. وفى نابلس بالضفة الغربيةالمحتلة ، أضرم فلسطينيون غاضبون النار فجر أمس فى «قبر يوسف» المقام المقدس لدى اليهود، فى محاولة لمنع المستوطنين من زيارته واقامة احتفالات وصلوات فيه، بحسب مصادر امنية فلسطينية. وقالت المصادر إن عشرات الشبان اقتحموا المقام وأضرموا النار فيه مستخدمين زجاجات حارقة ومواد مشتعلة، ما أدى الى احتراقه من الداخل بشكل كامل، واضافت ان فرق الاطفاء التابعة لبلدية نابلس تمكنت من السيطرة على النيران ، ويقع "قبر يوسف" المتاخم لمخيم بلاطة شرق نابلس فى منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية. وأدان الرئيس الفلسطينى محمود عباس إضرام النار فى قبر يوسف ووصفه ب "العمل المرفوض"، وأمر "بتشكيل لجنة تحقيق فورية فيما جرى على يد "مجموعة قامت بتصرفات غير مسئولة والبدء فى إصلاح الأضرار". وشدد عباس على "رفضه المطلق لمثل هذه الأعمال واى اعمال خارجة عن النظام والقانون وتسيء الى ثقافتنا وديننا وأخلاقنا" مطالبا الجهات المسئولة بسرعة إنجاز اعادة الترميم. وانتقدت الخارجية الإسرائيلية، من جانبها، إضرام النار فى قبر يوسف، وقالت إن هذا العمل يظهر ان اسرائيل فقط يمكنها حماية الاماكن الدينية . وقالت فى بيان إن " اسرائيل تدين بعبارات واضحة الضرر الذى لحق بقبر يوسف الذى حدث لسبب واحد انه مكان يصلى فيه اليهود". ومن جهته، أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلى بيتر ليرنير أن "حرق وتدنيس القبر يعد خرقا واضحا وتناقضا مع قيمة الحرية فى العبادة". وهدد بأنه سيتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتقديم مرتكبى هذا العمل الدنيء الى العدالة وترميم الموقع الى حالته السابقة وضمان عودة حرية العبادة الى قبر يوسف". ويشكل "مقام يوسف" كما يسميه الفلسطينيون بؤرة توتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ الاحتلال الاسرائيلى لنابلس فى 1967. ويؤكد الفلسطينيون أن الموقع أثر إسلامى مسجل لدى دائرة الاوقاف الإسلامية وكان مسجدا قبل الاحتلال الاسرائيلي، ويضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد ويدعى يوسف دويكات. لكن اليهود يعتبرونه مقاما مقدسا ويقولون إن عظام النبى يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت فى هذا المكان.