فى الصحراء الغربية تقطن قبائل أولاد على وهناك قانون غير مكتوب وملزم لجميع أفراد القبائل خاص لفض المنازعات التى تنشأ بين الأفراد والقبائل التى تضم 5 قبائل رئيسية كبرى وهى على الأبيض وعلى الأحمر والسننة والقطعان والجميعات والهنادى بالإضافة الى 11 قبيلة فى واحة سيوة وأمام العدد الكبير من أبناء القبائل كان من الضرورى الاتفاق بينهم - كما في المجتمعات البدوية - على وضع قواعد عرفية أطلقوا عليها «حق العرب» الذى يلجأ اليه أبناء القبائل بل يحكم حتى بين أبناء الريف والحضر لتحديد الجانى والمجنى عليه ليس فى الجوانب المادية فقط ولكن للتنقيب عن القيم وتحديد .العيب ». ومن أجل تفعيل القانون العرفى وتطبيق قواعده كان لا بد من اختيار أفضل العناصر لكل قبيلة أو منطقة للاحتكام إليه عند المنازعات بين الأفراد وحتى القبائل.. يقول العمدة وكيل المالكى.. عمدة الموالك: هناك فارق كبير بين العمدة فى الصحراء الغربية ومثيله فى الصعيد والريف ..فعمدة القبائل يستمر عمله لسنوات طويلة أما فى غيره من المحافظات تتم الانتخابات لاختيار العمدة كل خمس سنوات، بالإضافة إلى أن عمدة الريف والصعيد لديه الخفير النظامى ويحصل على سلاحليك لمساعدته فى ضبط المتهم ..أما عمدة الصحراء فإنه يستدعى الخصوم ويحضرون عنده بكلمة شرف .. ويضيف أن اختيار العمدة يتم بعد موافقة بالإجماع من جميع أفراد القبيلة وأهم شرط أن يحظى بالقبول ويتصف بطهارة اليد والشرف ، ثم يقدم العمدة أوراق الترشيح للجهات الرسمية ويتم الاعتراف به وترشيحه من قبل وزارة الداخلية ..ولابد أن يحظى بإمكانات مادية منها امتلاكه عقارات قد يقيم فيها المتخاصمون والعواقل والعمد من المناطق البعيدة بالاضافة الى قدرته على امتلاك الأغنام والمواشى لتقديمها في ولائم للضيوف. ويقول سعداوى راغب ضيف الله - من العواقل وكبير عائلة الصناجرة - إن القانون العرفى للقبائل وتطبيقه يساعد رجال الشرطة فى سرعة احتواء الخلافات والمشاكل وحلها أولا بأول بالإضافة الى أنه كثيرا ما يتم الاستعانة بأعضاء البرلمان وأعضاء المصالحات لحضور جلسات الصلح بالقانون العرفى ..مشيرا الى أن البعض يطلب تطبيق الشرع خلال الصلح، ويتم توقيع غرامات على الجانى، وأحيانا تنتهى الجلسة العرفية بالتصافح والتسامح وعدم قبول الغرامات تقديرا لقيمة الحضور من العمد والعواقل والشيوخ ، خاصة فى ظل الحياد الذى يشهده حق العرب ويبث الطمأنينة لدى الجميع .. أما عبد الجواد عبد الغنى الموجه الأول بالتربية والتعليم وأحد أبناء قبيلة الطلخاوى فيشير الى أن للميعاد العرفى قواعد وبنودا رئيسية فى القانون العرفى ..والذى تم اللجوء اليه وتفعيله خلال الانفلات الأمنى فى أغلب محافظات مصر وكلمة الميعاد تأتى من تحديد المكان والزمان الذى يتم فيه الفصل فى القضية ولا يجوز التخلف عن الميعاد. المرضى والنزالة ويقول الشيخ صقر عبد الغنى إن من أهم قواعد ميعاد العرب الاستعانة بالمرضى وهو «الشيخ» أو «العاقلة» والذى يتسم بالخلق والأخلاق الحميدة وله دراية كاملة ب « دربة » أولاد على وقوانينهم العرفية والذى يحكم فيها بالمبالغ المالية أو الذبائح التى لا مناص منها حتى يرد للشخص المعتدى عليه اعتباره بين أفراد القبائل .. أما يوسف البرهومى فيقول : إن الوضع الحالى يجعل من الضرورى أن يقف أبناء القبائل مع رجال الشرطة صفا واحدا لمواجهة الأخطار التى تحيط بالوطن للحفاظ على الأمن الأرواح والممتلكات والأعراض ، مشيرا الى أن من أهم بنود فض المنازعات التى تنشأ بين أفراد القبائل عادة تسمى «النزالة»، ومعناها أن تنزل القبيلة التى يقتل أحد أفرادها على قبيلة ثالثة تسمى «المنزول عليها» ومدة النزالة عام كامل ، والغرض منها الفصل بين القبيلتين على أن ألا تقل المسافة بين القبيلتين عن 30 كيلو مترا.. ويضيف العمدة صافى أن القانون العرفى الذى يحكم بين الأفراد والقبائل فى كل أمور الحياة منها القتل الخطأ وقتل القريب والبراوة وقتل الحيوانات وشهادات الزور والإرث يبلغ 65 بندا يتم الاحتكام إليه مع حق العرب.. ويقول الشيخ صقر عبد الغنى: حفيدى صقر بوصقر أطلق عليه المحيطون من ابناء القبائل لقب «العمدة» لشدة تقمصه دور العمدة ويتم صقل موهبته فى دور العمدة بإعطائه دروسا فى العمودية ويطبقها على أقرانه.