انسحب وزراء حزب الله والتيار الوطنى الحر الذى يقوده العماد ميشال عون من الجلسة الاستثنائية التي عقدها مجلس الوزراء اللبناني احتجاجا على معالجة ملف مناقصات شركات النفايات التي أعلنت أمس الأول. وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل خليفة عون المرتقب في رئاسة التيار الوطني في تصريح صحفي إنه انسحب من جلسة مجلس الوزراء لأن هناك مسرحية بملف النفايات- حسب قوله. ومن جانبه، أوضح مصدر بمجلس الوزراء اللبناني مطلع لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن جلسة المجلس مستمرة رغم انسحاب وزراء حزب الله وعون، موضحا أن الخلاف كان موضوع النفايات وليس على طريقة التصويت داخل مجلس الوزراء. في تلك الأثناء، أصدر رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام توجيهاته بإزالة الجدار الإسمنتي المحيط بمقر الحكومة اللبنانية المعروف باسم "السراى الحكومية" بشكل فورى وفق ما صرح به مصدر فى مجلس الوزراء لوكالة أنباء الشرق الأوسط . وكان الأمن اللبنانى قد شيد هذا الجدار عقب أعمال الشغب التي اندلعت الليلة قبل الماضية ، وقوبل بانتقادات من قبل الأوساط السياسية والإعلامية ، حيث وصف بأنه "جدار العزل". ومن جهته ،طالب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بإعادة النظر في المناقصات، نظرا للأسعار المرتفعة التى تحمل الخزينة اللبنانية أعباءً إضافية كبيرة، وهو المطلب ذاته الذي دعا اليه وزير المالية اللبناني على حسن خليل - قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء اللبناني - معتبرا أن أسعارالمناقصات ارتفعت بأكثر من المتوقع ، فى حين أوضح وزير البيئة محمد المشنوق «أن هذه الأسعار تشمل إقامة معامل للمعالجة وتحضير وتجهيز المطامر (مدافن للقمامة ) . ومن جانبها ، قالت وزيرة المهجرين اللبنانى أليس شبطينى :"نريد تبريرا لأسعار المناقصات.. معتبرا أن كراسة الشروط التي وضعت للمناقصات تستقطب أسعارا عالية من قبل الشركات"بينما رأت وزير التربية والتعليم اللبناني إلياس بو صعب ممثل تكتل التغيير والإصلاح الذي يتزعمه العماد ميشال عون في الحكومة اللبنانية: "أن هناك مناقصات تنطوي علي فضائح وأكد وزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي المقرب من تيار المستقبل ، أنه لن يوقع على الاتفاق الخاص بالمناقصات، وقال:"الإتفاق لن يوقع ولن يمر. وأضاف: "اتصلت بالمدعي العام وأكدت له أن على الدولة حماية الأملاك العامة والخاصة والرموز السياسية، ولن أكون شريكا في اتفاقيات المحاصصة". يذكر أن المظاهرات التى تشهدها لبنان حاليا سببها الاعتراض على أزمة النفايات المتراكمة خلال الفترة الماضية، وكذلك رفض المناقصات التي أعلن عن نتيجتها أمس والخاصة بشركات جمع ومعالجة النفايات. وقد نظم نشطاء من حركة "طلعت ريحتكم" احتجاجين كبيرين خلال العطلة الأسبوعية ومسيرة أصغر أمس الأول بسبب عدم جمع النفايات، وهو يعكس غضبا يتأجج في النفوس منذ فترة طويلة بسبب عجز الحكومة والفساد السياسي. ودعا منظمو الاحتجاجات اللبنانيين في الداخل والخارج للانضمام لصفوفهم في احتجاج حاشد يوم السبت. وكان رئيس الوزراء سلام تمام قد هدد الأحد الماضى بالاستقالة في الوقت الذي خرج فيه الآلاف إلى الشوارع لإبداء استيائهم. وتحولت الاحتجاجات التي بدأت سلمية في العطلة الأسبوعية إلى العنف بعد أن أدت اشتباكات بين الشرطة والمحتجين إلى إصابة العشرات بجروح بينما أعلن الجنرال جان قهوجي قائد الجيش اللبناني ن إن القوات المسلحة ستحمي أي مظاهرات سلمية لكنها لن تتساهل مع من يحاولون المساس بالأمن أو المتسللين الذين يسعون لبث الفتنة والفوضى. ميدانيا، تواصلت أمس الاشتباكات بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بصيدا - جنوبلبنان - بين حركة فتح ومجموعات متطرفة بقيادة ما يسمى ب" تنظيم جند الشام " أسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 35 آخرين ، وذلك لليوم الثاني على التوالي ، وإن كان بوتيرة أقل من أمس الأول وسط جهود لإعلان وقف إطلاق النار . وقد جرت اتصالات مكثفة من كل القوى السياسية والسفارة الفلسطينية في لبنان من أجل التوصل لاتفاق على وقف إطلاق نار داخل مخيم عين الحلوة ، في خطوة أولى يليها عقد اجتماع طارئ للجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على أمن المخيمات للبحث في الوضع المتفجر في مخيم عين الحلوة ، وسبل التوصل لحلول لتثبيت وقف إطلاق النار. وصرح مصدر محلي لوكالة أنباء الشرق الأوسط بأنه يفترض أن تفضي الاتصالات للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار ، في ظل ضغوط شعبية في هذا الاتجاه . من جانبها ، استغلت اللجان الشبابية والمجتمع المدني تراجع حدة الاشتباكات للقيام بجولة لتفقد العائلات المحاصرة بعدد من أحياء المخيم ، والعمل على تأمين احتياجاتهم ونقل المصابين للمستشفيات .