بين تجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم حول الفهم الخاطئ للإسلام وصحيح الدين وما رسخ فى أذهان الغرب نتيجة آلة الدعاية الصهيونية الجبارة حول ان الإسلام دين إرهاب وتخلف ورجعية، وما دعا إليه رئيس الجمهورية من ضرورة نشر المفهوم الصحيح للإسلام داخل وخارج الوطن. نفأجا بأشياء تبدو هزلية الشكل والمضمون، فتحت ستار التطوير يأتى من يدعو لفتح المساجد ودور العبادة إلى واحة للثقافة والفنون والآداب والموسيقي، تحت مزاعم كثيرة وانه لاضير من الانفتاح على ثقافة الاخر وفتح ساحات ودور العبادة لعرض الأفلام التسجيلية والوثائقية والمسرحيات الدينية، لجذب الشباب إلى المساجد بعيدا عن الشوارع والأرصفة والمقاهى .
تخيل معى عزيزي القارئ انه بعد أدائك لصلاة العشاء يدعوك إمام المسجد لمشاهدة فيلم روائى أو ثقافى أو علمى أيا كان المسمى، ويتحول المصلون بعد أداء الفريضة إلى قاعة السينما والفنون الملحقة بالمسجد لمشاهدة العرض، ثم مناقشته مع رواد المسجد من المصلين ويدير الندوة بالطبع السيد الإمام وهكذا يوم لعرض مسرحى واخر اوبرالى وثالث سينمائي ثم غنائي .... الخ
ياسادة إذا كان هذا ما يحاولونه إزاء دور المسجد في المجتمع المسلم فماذا تركنا لوزارة الثقافة ودورها المنتشرة فى أرجاء الوطن وقاعات السينما ومسارح الدولة العامة والخاصة، أليس هذا شأنها التنويري وللمسجد دوره الديني، لماذا خلط الأوراق في هذا الوقت بالذات .. المسجد له قدسية شديدة وما يطرحه السادة على الساحة محض تهريج وسخافة، والمنظمة إياها وموقعها زيورخ والتى تدعو لذلك فى إطار تجديد وتطوير الخطاب الديني لها أهدافها وللأسف تبنى بعض مشايخنا وعلمائنا الكبار هذا الفكر وترويج ما تريده هذه المؤسسة، وموافقة وزير الأوقاف وشيخ الأزهر على ذلك هو الخطر الأكبر الذى فجعنا به عندما وصل لمسامعنا إنشاء مركز لهذه المنظمة يضم كبار القيادات الدينية وأسماء كنا نتعامل معها على أنهم حماة الدين وحراس العقيدة .
الإسلام دين صالح لكل عصر ولكل مكان وزمان ، فهو دين انفتاح ودين تجديد ، كما هو دين وسطية واعتدال ، ويجب من خلال الخطاب الديني الصحيح محاربة الأفكار المتطرفة والهدامة التى تسعى إلى التحريض ضد الدولة أو ضد أبناء المجتمع الواحد، من خلال اجتزاء النصوص الدينية وتأويلها بغير حقها وتنزيلها على وقائع وأحداث لاتمت لها بصلة، ويجب إعادة تفسير بعض المصطلحات ، والاجتهاد فى توظيفها بمعناها الايجابي، فضلا عن أهمية التركيز على تدريس الآيات القرآنية الداعية إلى التسامح والمحبة ومحاولة انتقائها بشكل مدروس . الوصول إلى خطاب وسطي بات أمرا إلزاميا من اجل بناء مجتمعات سوية ، وهو الخطاب الذى يجمع ولا يفرق ولا يخلق عداوات وهمية ، خطاب يبنى وينبذ العنف ويرتقى بنا كأمة مسلمة . لكننا لسنا فى حاجة إلى تدريس علوم القرآن بالموسيقي والتعمق فى سنة الرسول الكريم بالأفلام وتجديد الخطاب الديني بالمسرحيات ودراسة الفقه والعبادات وتفسير القرآن بالأغانى و المسلسلات فكيف تستقيم الأمور عند تحويل ساحات العبادة إلى أماكن للهو والعبث والمجون . الم يكفيكم انتشار الرذيلة بكل أنواعها ودعاة تحويل الحرام إلى حلال والعكس ومن ينادى بالمثلية والشذوذ .. الم يكفيكم انتشار أماكن ممارسة البغاء والفحشاء فى الملاهى والكازينوهات وبعض الفنادق والبيوت المشبوهة، ماذا تريدون ياسادة من الإسلام وهو منكم برئ؟ صحيح ان الخطاب الديني يحتاج إلى مراجعة لكن دون المساس بالثوابت بما يضمن الحفاظ على تراث وهوية امتنا الإسلامية .