من أهم ما يلفت النظر في كتاب المسيحية والإسلام.. تاريخ المواجهات الفاشلة حرص مؤلفه لودوفيج هاجيمان علي أن يعرض الأحداث في شكل روائي, موضحا كيف تطور الإدراك المسيحي في الغرب للإسلام! ويهتم الجزء الأول من الكتاب برصد وقائع الانتشار السريع للإسلام في المشرق وخضوع المسيحيين واليهود للسيطرة الإسلامية ثم زحف الإسلام إلي شمال إفريقيا وجنوب أسبانيا وكيف نجح المد الإسلامي في تعميق وتوسيع قاعدته بالترجمة اللاتينية الأولي للقرآن في القرن الثاني عشر الميلادي, التي أوضحت للمسيحيين إيمان واعتراف الإسلام بجميع الأنبياء والرسل وفي مقدمتهم موسي عليه السلام نبي اليهود وعيسي عليه السلام نبي المسيحيين, وبما يعني أن الإسلام يري أن المؤمنين بالأنبياء والرسل يشكلون أمة واحدة ويعبدون إلها واحدا! ويحسب للمؤلف أنه يسلط نقطة ضوء علي جانب التسامح في عقيدة الإسلام مشيرا إلي أن رفض المسيحيين واليهود الاعتراف بالإسلام وبالنبي محمد كآخر الأنبياء لم يؤثر مطلقا علي التعامل المتسامح معهم من قبل الرسول محمد صلي الله عليه وسلم والمسلمين عموما, حيث نعم المسيحيون واليهود بمعاملة حسنة, وحتي الانقلاب علي اليهود إثر إخفاقهم في احترام اتفاقياتهم مع المسلمين, وهنا يشير المؤلف إلي المواثيق التي نظمت علاقة المسلمين في بلادهم ببقية الطوائف التي أتاحت للجميع حق ممارسة العبادة بحسب الدين الخاص بكل طائفة, مع الإقرار بأن السيطرة والحكم للمسلمين مقابل توفير الحماية للجميع. وفي مرحلة لاحقة تميز أول رد فعل غربي تجاه الإسلام وانتشاره السريع في شمال إفريقيا وأوروبا بالتردد والحيرة خاصة في ضوء مقولة اشتهرت في الأوساط المسيحية تقول بأن محمدا والدين الإسلامي هما نتاج انحراف عن المسيحية, وبالتالي يجب عدم أخذهما بجدية, لكن ما كان أكثر قلقا هو التوسع الإسلامي العسكري وضم أرض جديدة إلي الإمبراطورية الإسلامية علي حساب الأراضي التي كانت خاضعة للمسيحية في قرون سابقة, ولم يكن ثمة تفسير مقنع آنذاك لسرعة انتشار الفتوح الإسلامية وفعاليتها إلا القول بأن المسلمين يمتلكون وسائل وأدوات حربية خاصة, وقد أضاف البعض تفسيرات أن المسلمين يستخدمون السحر! وغدا نواصل الحديث
خير الكلام: نصيحة العاقل أفضل ولو كانت مجرد ظنون... ونصيحة الجاهل كارثة ولو كانت عن يقين! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله