وفى الإسماعيلية والتى حملت اسم الخديوى إسماعيل الذى نجح بإصرار شديد أن يلغى السخرة لعمال قناة السويس من المصريين إلا انه لم يفكر كثيرا فى أن يلغى هذا التمييز الاجتماعى والطبقى بين سكان المدينة التى حملت اسمه الإسماعيلية فالمدينة التى يرجع تاريخها إلى انفصال البحر الأحمر عن المتوسط وظهور بحيرة التمساح، ووجود وادى الطميلات وأهتم الفراعنة بأن تكون حصنا وقلعة على الباب الشرقى لمصر حرص الخديوى إسماعيل والذى كان منبهرا بالمجتمعات الأوروبية خاصة أن يجعل المدينة قطعة من مدينة النور العاصمة الفرنسية باريس فاصطحب الخديوى إسماعيل عند عودته من فرنسا المهندس الفرنسى هوسمان ، كبداية فى تحقيق حلمه فى إنشاء مدينة حديثة تصاحب افتتاح قناة السويس فى 1869 م، واستعان ببعض المعماريين الفرنسيين، حتى بنيت الإسماعيلية على شاكلة باريس والتى اتسمت بطراز معمارى فريد، واشتق اسم المدينة مباشرة من اسمه. ويقول المؤرخ محمد يوسف، إن أول المبانى التى أقيمت بمدينة الإسماعيلية كان قصر الخديوى إسماعيل المواجه لأعمال الحفر حيث تم تشييده على مساحة تجاوزت 3000 م 2، وتم البناء على 25% من مساحة الأرض واستخدمت باقى المساحة فى الحدائق وأما المدينة فقد بُنيت حول بحيرة التمساح لكى تكون مركزا لشركة قناة السويس العالمية للملاحة ،ومن هنا نشأت الإسماعيلية كمركز لجميع الأعمال الخاصة بالحفر، وحفرت لهذا الغرض ترعة الإسماعيلية لإيصال المياه العذبة إلى منطقة القناة طبقا لشروط امتياز حفر القناة سنة 1854 م. وحدث فى المدينة ما حدث لباقى مدن القناة من تقسيم وبشكل أكثر فجاجة واقصاءا للمصريين وكأنهم كانوا يريدونها مدينة للأجانب فقط وقسمت المدينة إلى الحى الغربى أو حى الافرنج الذى كانوا كقطعة من باريس امتلئ بفيلل الأجانب وعلى رأسهم ديلسبس نفسه وتميز الحى بالمبانى والفيلات الفاخرة والحدائق ذات طابع مدن الحدائق التى شاعت فى فرنسا، وكان هناك شارع نجريلى الذى كان متنفس الجاليات الأجنبية لشهرته بالكازينوهات وكان يمنع العرب من حتى حق المرور بهذا الشارع. وعلى الجانب الغربى من خط السكة الحديد كان هناك حى العرب الخاص بالعمال الذين شاركوا فى حفر قناة السويس وحفر ترعة الإسماعيلية، واشتهر هذا الحى بالبنايات التقليدية الشعبية.» إسماعيلية التمييز تلك الصفة ظلت حتى التأميم ورغم كل محاولات النضال الوطنى لتغيير تلك الصورة خاصة بعد إلغاء الامتيازات الأجنبية على مصر بموجب اتفاقية 1936 وارتفاع الصيحات بأن يكون للمصريين من أبناء من حفروا القناة نسبة فى الوظائف بها إلا أن الشركة تحايلت ونجت بطريقة ما فى الحصول على الجنسية المصرية لعدد من موظفيها الأجانب من يهود وأرمن وكأنها تغلق تماما ابوابها امام المصريين .. وفى عام 1946 كانت وظائف مرشدى القناة وهى من اهم الوظائف مقسمة طبقا للائحة الشركة الداخلية بنسبة الثلث للفرنسيين والثلث للانجليز والثلث لباقى الجنسيات ثم طغت نسبة الفرنسيين والانجليز لتستولى على الثلث الأخير.”