أعلنت الحكومة المصرية، صباح اليوم الجمعة، بدء اتخاذ الإجراءات التنفيذية لإقامة متحف عالمي يضم المقتنيات التاريخية لقناة السويس، ويحكي قصة حفرها. ويسرد المتحف، بالوثائق والمقتنيات، خطوات حفر المجرى الملاحي العالمي، والتغيّرات البشرية والعمرانية التي طرأت على المنطقة السكنية المحيطة بها، وذلك بالتعاون مع جهات فرنسية مهتمة بالحفاظ على التراث. وسيضم المتحف أيضًا معدات حفر القناة ومقتنيات للعاملين المصريين خلال عملية الحفر التي استمرت نحو 10 سنوات ما بين عامي 1859- 1869. وقد تشكلت لجنة مختصة من إدارة قناة السويس لإجراء اتصالات مع الجانب التركي والفرنسي للحصول على وثائق ومخطوطات خاصة بقناة السويس لضمها إلى مقتنيات المتحف. وقال رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، في تصريحات صحفية صباح اليوم، إن وفدًا رفيع المستوى من مجلس إدارة القناة سافر، أمس الخميس، إلى باريس للتباحث مع جمعية "أصدقاء فرديناند ديليسبس" وشركة "جاز دو فرانس" لتحويل مقر شركة القناة القديم في مدينة الإسماعيلية إلى متحف عالمي. والإسماعيلية تقع على وسط مجرى القناة، وبها مقر إدارتها. وعن المساهمة الفرنسية في المشروع، أوضح الفريق مميش أن الجانب الفرنسي عرض المساهمة في أعمال الترميم. ومبنى قناة السويس المقرر تحويله إلى متحف، تم بناؤه قبل نحو 150 عامًا، ومنه أدار المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس أعمال حفر القناة في عهد الخديوي سعيد، حاكم مصر آنذاك. وقد استعان الخديوي إسماعيل، الذي خلف سعيد، ب 23 معماريًّا من دول العالم لتخطيط مدينة الإسماعيلية لتكون مقر إقامة الموظفين والعاملين في القناة، وجمعت في تصميمها بين العمارة الإسلامية والعمارة الفرنسية، وحملت المدينةالجديدة اسمه. وقال المتحدث الإعلامي لقناة السويس، طارق حسانين، في تصريحات صحفية، إن اللجنة المشكلة من القناة بدأت بالفعل مباحثاتها مع الجانب الفرنسي، برئاسة أرنو راميير دي فورتانييه، والأدميرال فرانسوا بيلاك رئيس المتحف البحري الفرنسي، وعالمة المصريات كريستيان زيجلر، ومؤرخة العمارة في مدن القناة كلودين بياتون، وغيرهم.