يحق للمصريين في هذه الأيام أن يعيشوا لحظات فرح وسعادة لما أنجزوه، فهم علي موعد مع تاريخ سيفتخرون به طوال سنواتهم المقبلة لينضم الي القائمة الذهبية لأعيادهم، فساعات قليلة ويتحقق حلمنا بافتتاح وتشغيل قناة السويس الجديدة بعد وقت قياسي. يحق للمصريين في هذه الأيام أن يفرحوا ويسعدوا وهم علي بعد ساعات قليلة عندما يشاهدون بعد غد مرور ملوك ورؤساء وكبار المسئولين في العالم يهلون علي منطقة القناة للمشاركة في احتفالات افتتاح القناة التي أكدت المعدن الأصيل للمصريين عندما يعملون ويبدعون ويسابقون الزمن لإنجاز الحلم الكبير، الذي أقل ما يوصف به بأنه مثل قبلة الحياة لمصر ولشعبها العظيم. هذا الشعب الذي تحمل الصعاب علي مدي سنوات مضت، أنهكته فيها ما رأي وشاهد من أحداث دامية ومؤسفة ومحاولات حثيثة للاستيلاء علي مصر بالكامل. في هذه الأيام المجيدة التي لن ينساها المصريون، يحق لهم أن يتذكروا أيضا ما قاله التاريخ عن بلدهم الذي حقق المعجزات علي مر تاريخه، فمصر كانت أول دولة حفرت قناة مائية على أرضها للتجارة الدولية، وذلك وفقا لمصادر تاريخية عدة ترجح أن يكون الفراعنة هم أول من بادروا الى شق قناة حوالي سنة 1850 ق. م. أيام الفرعون سنوسرت الثالث. سيظل المصريون علي موعد مع الفرح ، ليشهد هذا الجيل افتتاح القناة الجديدة التي تم إنجازها خلال عام في تحد صعب مع ظروف العمل والموقع، ولكنها عظمة هذا الشعب تظهر جليا أمام هذه التحديات، لتقدم مصر شريانا مائيا جديدا للعالم ، ليضاف الي أمجادها . يحق لنا أن نعيش لحظة فرح وسعادة ، لأن التاريخ سيسجل السادس من أغسطس من عام 2015 بأحرف من ذهب، ومبعث فرحتنا ليس الإنجاز وحده وإنما فرحتنا بإرادتنا التي حققت هذا المشروع الضخم في زمن قياسي بعكس القناة الأولي التي تحققت بدماء وسخرة المصريين. مرت علي المصريين أيام عصيبة ولا تزال، ولكن حان الوقت لكي يفرحوا في لحظة تستحق الفرح حقا. لمزيد من مقالات رأى الاهرام