توقعت دراسة أعدها أحمد محمد حسين الباحث الاقتصادى بهيئة قناة السويس أن يصل حجم البضائع بحرا على مستوى العالم نحو 10،9 مليار طن خلال عام 2015. وأوضحت الدراسة أن حركة التجارة العابرة عبر قناة السويس تزايدت ووصل إجمالى البضائع العابرة للقناة خلال 2014 نحو 822،3 مليون طن، بنسبة 9% من حركة التجارة العالمية. وأشارت الدراسة إلى أن الطلب على قناة السويس أصبح مشتقا من الطلب على النقل البحرى كما أن الأجر مشتق من الطلب على التجارة الدولية المنقولة بحرا، وبالتالى فإن أهمية قناة السويس تتناسب طرديا مع زيادة أهمية ودور النقل البحرى الذى يشكل جزءا لا يتجزأ من اللوجستيات الدولية حيث يستأثر بنسبة 80% من حجم التجارة الدولية. وأكدت الدراسة أن قناة السويس تعتبر أقصر طريق يربط بين الشرق والغرب بسبب موقعها الجغرافى الفريد ويصبغ عليها هذا الموقع طابعا من الأهمية الخاصة للعالم ولمصر كذلك فى كونها مصدرا مهما من مصادر النقد الأجنبي. وتتعاظم أهمية القناة بقدر تطور وتنامى التجارة العالمية المنقولة بحرا نظرا لكون النقل البحرى ارخص وسائل النقل لذلك يتم نقل ما يزيد عن 80% من حجم التجارة العالمية عبر البحر. وتأتى أهمية قناة السويس للتجارة الدولية المنقولة بحرا بما تحققه من وفر كبير فى المسافة لنقل التجارة الدولية والتى يتم ترجمتها فى وفر تكاليف تشغيل السفن الناقلة للتجارة، فعلى سبيل المثال توفر القناة ما يزيد عن 6009 ميل بحرى للتجارة المنقولة من رأس تنورا فى الخليج العربى ولافيرا بالبحر المتوسط جنوبايطاليا مقارنة بطريق راس الرجاء الصالح، فيما يبلغ الوفر من طوكيو باليابان الى روتردام بشمال غرب اوروبا ما يزيد عن 3315 ميل بحري. ويحقق طريق قناة السويس للتجارة المنقولة من ميناء رأس تنورة إلى ميناء لافيرا بالبحر المتوسط وفرا يقدر بنحو 6099 ميل بحرى مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح وهو ما يعنى وفرا فى زمن الرحلة بنحو 12،7 يوم. ويحقق طريق القناة وفرا للتجارة المنقولة بحرا من ميناء طوكيو إلى ميناء روتردام وفرا يقدر بنحو 3315 ميل بحرى وهو ما يعنى وفر فى زمن الرحلة بنحو 6،9 يوم. وأشارت الدراسة إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة يوفر عدد من المزايا للتجارة الدولية المنقولة بحرا حيث انه سيؤدى الى زيادة القدرة الاستيعابية للقناة لتكون 97 سفينة قياسية عام 2023 بدلا من 49 سفينة عام 2014، الأمر الذى سيساعد فى زيادة التجارة الدولية المنقولة بحرا عبر القناة، والسماح بعبور السفن حتى غاطس 66 قدما فى كلا الاتجاهين بدءا من عدد 8 سفن فقط لقافلة الشمال وجميع السفن لقافلة الجنوب. وتحقيق القناة الجديدة الأمان الملاحى لوجود قناة بديلة تضمن عدم توقف الملاحة عند حدوث أى حادث طاريء وتحقيق العبور المباشر لعدد 45 سفينة فى كلا الاتجاهين مع تقليل زمن العبور ليكون 11 ساعة بدلا من 18 ساعة لقافلة الشمال وتضم قافلة الشمال الثانية إلى قافلة الشمال الأولى ليكون العبور قافلة شمال وقافلة جنوب فقط. وبالرغم من التراجع فى معدل نمو الناتج المحلى الاجمالى إلا أن مساهمة قناة السويس فى الناتج استمرت فى التزايد نتيجة للتزايد المستمر فى تحقيق معدلات نمو متواصلة فى الايرادات حيث بلغت الايرادات فى عام 2013 نحو 35 مليار جنيه محققة معدل نمو بنسبة 12.5% ووصلت فى عام 2014 إلى نحو 37.6 مليار جنيه بنسبة نمو 10.3% مقارنة بعام 2013، كما ارتفعت مساهمة القناة فى الناتج من 4.7% فى عام 2010 لتصل إلى 6.2% فى عام 2014. ولقناة السويس الجديدة عددا من المزايا والمنافع المهمة التى يتوقع أن تنعكس على الاقتصاد المصرى بالايجاب خلال الفترة المقبلة تتمثل فى زيادة عائد قناة السويس من 5.1 مليار دولار فى عام 2013 ليصل إلى 13.2 مليار دولار بحمولة عام 2023 بنسبة زيادة 159%. ويعد التأثير الايجابى على مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس خطوة على الطريق لانجاح جذب سياحى وتجارى وتحقيق زيادة فى فرص العمل وربط الجانب الشرقى بالجانب الغربى لقناة من خلال تنفيذ عدد 6 أنفاق مما يسهل من حركة الانتقال من وإلى سيناء. ويعتبر معدل نمو الاقتصاد العالمى أحد أهم العوامل المؤثرة على التجارة الدولية المنقولة بحرا، حيث أن حالة الاقتصاد العالمى تعد المحفز الأعظم للطلب على النقل البحري، من خلال استيراد المواد الخام للمصانع المختلفة وكذلك المتاجرة فى السلع المصنعة. وحرصت قناة السويس منذ افتتاحها على رفع قدرتها التنافسية من خلال مشروعات التطوير التى تقوم بها، وذلك لجذب أكبر قدر من التجارة الدولية المنقولة بحرا والتى يتزايد حجمها بشكل مستمر حيث ارتفعت من 4651 مليون طن فى عام 19095 إلى ما يزيد على 9548 مليون طن فى عام 2013 ويتوقع استمرار ذلك الاتجاه مستقبلا. وللاستفادة من اقتصاديات الحجم الكبير فى النقل البحرى فقد تم التوسع فى بناء السفن العملاقة حيث تم بناء أكبر سفينة الحاويات MSC OSCAR بحمولة تصل إلى 19224 ألف حاوية فى يناير 2015، وتجرى الدراسات حاليا للتعاقد على سفن يصل حجمها إلى 24 ألف حاوية فى عام 2016.