يعانى الناس فى بلدنا مشكلات عديدة لاحصر لها من أجل توفير حياة آمنة كريمة لهم ولأبنائهم، ويزيد حياتهم تعقيدا مشكلات أخرى يخلقونها بأنفسهم بعلاقات متوترة فى محيط الأسرة والعائلة والجيران والأصدقاء والعمل، مما يعقد حياتهم ويزيدها إرتباكا، بتراكم هذه المشكلات واتساع نطاقها وتداخلها وتوارثها فى كثير من الأحيان، مما يؤدي إلى ضغوط عصبية هائلة ومشكلات نفسية رهيبة وصراعات اجتماعية وأمراض جسدية. ولا حل لكل ذلك إلا بالصفاء النفسى والسمو الروحى والعقلى وإشاعة ثقافة التسامح والعفو والسلام فى مجتمعاتنا لتتغلب على أخلاق الزحام والتفاهة والعنف التى تطغى الآن على السلوكيات والمعاملات بشكل مزعج. وفى ذلك راحة النفس وطمأنينة القلب وهدوء البال وسلامة الأعصاب وصحة الجسد. إننا فى حاجة إلى تطهير القلوب والنفوس ومعاملاتنا من أمراض الغل والحقد والحسد وكل مايثقل كاهلنا من أمور تافهة من جراء عدم العفو والصفح. وهناك فوائد كثيرة لذلك، فالدراسات العلمية تؤكد أن الرضا عن النفس وعن الحياة يعالج كثير من الأمراض والاضطرابات النفسية،و أن هناك علاقات وثيقة بين التسامح والمغفرة من جهة وبين السعادة والرضا من جهة ثانية، وأثبتت الدراسات أن أكثر الناس سعادة هم الذين يعفون عن الناس،وأن التسامح يسمح للناس بإطلاق مشاعرهم السلبية الناتجة عن الغضب من الآخرين بطريقة ودية. وأكدت كذلك أن العفو يقي الإنسان من العديد من الأمراض، وأن أقل الناس إصابة بأمراض القلب هم أهل العفو، فهم لا يعانون من ضغط الدم والقلق والتوتر،كما أثبتت الدراسات أن العفو يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان وهو علاج قوي لعلاج الأمراض. وقد ذكرت دراسة أمريكية حديثة أن العفو والتسامح يساعدان على تخفيف ضغط الدم والتوتر النفسي والقلق، وأنهما يغنيان عن كثير من الأدوية،لأنهما يجعلان صاحبه بعيدا عن توتر الأعصاب والقلق والاضطراب، وارتفاع ضغط الدم الذي يسبب كثير من الأمراض. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى