تعالج أصول العقيدة بأسلوب متميز فريد، ولعل هذا ما جعل بعضهم يسميها عروس القرآن لتميزها، فقد ذكره السيوطي في الإتقان في علوم القرآن، لما رواه البيهقي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن، وقال العلماء ليس هذا تسمية لها بهذا الاسم، ولكنه ثناء وتنويه. ومن مميزات سورة الرحمن بديع أسلوبها، وافتتاحها الباهر باسمه الرحمن، وهي السورة الوحيدة المفتتحة باسم من أسماء الله، لم يتقدَّمه غيره. وكذلك منه التَّعداد في مقام الامتنان والتعظيم قولُه «فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ»؛ إذ تكرَّرت هذه الآية في سورة الرحمن إحدى وثلاثين مرة، وذلك أسلوب بليغ. وكذلك من مميزاتها تعداد آلاء الله الباهرة ونِعَمه الكثيرة الظاهرة على العباد، التي لا يُحصِيها عدٌّ، في مقدمتها نعمة (تعليم القرآن) بوصفه المنةَ الكبرى على الإنسان. وتناولتِ السورةُ في البداية نِعَم الله الكثيرة، وبعدها دلائل القدرة الباهرة في تسيير الأفلاك، وتسخير السفن الكبيرة، وبعدها الاستعراض السريع لصفحة الكون المنظور.