جاء تعديل أحكام القرار بقانون رقم 202 لسنة 2014 الخاص بتقسيم دوائر انتخابات مجلس النواب المقبل ليربك المشهد السياسى فى الإسكندرية باعتبار أنها من كبرى المحافظات التى حدثت تعديلات فى دوائرها بدمج كثير من المناطق فى دوائر جديدة وتفكيكها من القديمة واختفاء دوائر بأكملها لم يتوقعها معظم المرشحين.. خاصة الوجوه الحديثة، مما دعا ذلك العديد من المرشحين إلى إعادة ترتيب أوراقهم الانتخابية وإلغاء التحالفات السابقة، خاصة على المقاعد الفردية لتدخل انتخابات إسكندرية حسابات معقدة وغير واضحة المعالم والتى جعلت حزب النور يركز على القائمة ويتجه حاليا لاجراء تحالفات مع بعض مرشحى الفردى المتمتعين بشعبية كبيرة فى دوائرهم لدعم قائمته مقابل دعمهم وعدم الدفع بمرشحين سلفيين منافسين لهم. فقد اختفت دائرة العطارين واللبان من مشهد الانتخابات المقبلة بضم العطارين لدائرة الجمرك والمنشية واللبان لدائرة مينا البصل، مما أدى إلى انقسام مرشحيهما لطائفتين، إحداهما عقدت العزم على الترشح فى انتخابات الجمرك والمنشية والعطارين وعلى رأسهم القطب الناصرى المعروف كمال أحمد الذى أصبح يهدد بقوة مرشحى الجمرك نظرا لتاريخه كبرلمانى معارض وقوي، ومن أبرز الوجوه الجديدة الكيميائى مجاهد الصباغ من أبناء العطارين الذى يعزم خوض الانتخابات فى دائرة الجمرك والمنشية ، بينما فضل محمد الكورانى الاتجاه نحو دائرة مينا البصل واللبان تاركا العطارين والجمرك ليواجه أباطرة أبناء الصعيد المسيطرين على الدائرة خاصة أبناء جهينة والنزات، ولم يختلف الأمر كثيرا فى دائرة سيدى جابر التى انضمت إليها بالكامل دائرة باب شرق لتصبحا دائرة واحدة يفوز فيها ثلاثة مرشحين ومما أشعل سخونة المنافسة عزم المهندس طارق طلعت مصطفى خوض الانتخابات، خاصة أنه خسر الانتخابات الماضية أمام مرشحى الإخوان محمود خضيرى بعد أن كان نائب دائرة سيدى جابر المفضل، وبعد التعديلات الأخيرة أصبحت دائرة الرمل تمثل مفارقات غريبة تحدث لأول مرة فى انتخابات الثغر، حيث إنها كانت دائرتان «الرمل أول والرمل ثان» لتصبح واحدة تضم أربعة مقاعد مما ستشهد صراعات انتخابية من نوع خاص يتحالف فيها مرشحو الحضر مع مرشحى العصبيات والقبليات لوجود مرشحين أقوياء من قرى أبيس الزراعية ذات الطابع الريفى التى تستحوذ على عددٍ كبير من الأصوات، بالإضافة إلى تصويت ناخبيها بنسب تصل إلى 90%، ومرشحين من المناطق الراقية مثل كفر عبده وجليم وزيزينيا، فمن المؤكد حدوث تحالفات بين الريف والحضر تحمل فى ظاهرها التناقض وفى باطنها التحالفات القوية والصادقة، أما دوائر غرب فقد شهدت انهيارا فى اتفاقيات القبائل وأولاد العم حيث تشهد إحدى العائلات القوية بالعجمى خوض الانتخابات بأكثر من مرشح على المقعد الواحد بعد أن أصبحت العائلة منقسمة على نفسها مما سيؤدى لتشتيت الأصوات التى غالبا ستصب فى صالح مرشحين مدعمين من تيارات مناهضة لسياسة الدولة وذلك يؤكد أن مسألة العصبيات والقبائل فى انتخابات غرب المدينة لن تجدى فى هذه الدورة.