لا يمكن بحال من الأحوال تبرئة الشيخ يوسف القرضاوى من دم النائب العام المستشار هشام بركات، حيث أطلق فتوى قتل القضاة على لسان اثنين من أقرب الناس إليه هما عصام تليمة مدير مكتبه وأكرم كساب الذى يترأس جمعية تلامذة الشيخ القرضاوى وذلك ربما رغبة منه فى عدم إحرج النظام القطرى الذى يأويه إن صدرت الفتوى على لسانه مباشرة، خاصة أن بعض الدول الخليجية كالإمارات حظرت الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى يترأسه القرضاوى وينتمى إلى كساب . ففى اتصال هاتفى مع برنامج «يوم جديد « على قناة «مصر الآن» الإخوانية فى الثامن عشر من مايو الماضي، قال أكرم كساب عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى يرأسه الشيخ يوسف القرضاوى إنه كتب على صفحته بالفيسبوك إن الخلاص من قضاة العسكر و القضاء عليهم فريضة شرعية و ضرورة بشرية و أمنية ثورية. ليكون بذلك أول من أفتى للإرهابيين علنا باستهداف القضاة وبالتالى يتحمل وزر اغتيال المستشار هشام بركات على أيدى عناصر الإرهابية المحظورة صباح الاثنين الماضى . وخلال المداخلة التليفونية مع «مصر الاّن « والتى جرت عقب تحويل أوراق الرئيس المعزول محمد مرسى وقيادات المحظورة للمفتى فى قضيتى التخابر مع قطر والهروب من سجن وادى النطرون قال كساب :»إن القضاة الذين حكموا بتلك الإعدامات السياسية هم إما إنسان فى صورة بهيمة أو بهيمة فى صورة إنسان. و استعان فى تشبيهه بالآية الكريمة التى تقول (أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون). و أكمل حديثه قائلاً أو أن هذا القاضى عبد تنازل عن حريته وأضحى ألعوبة فى يد مستبد مجرم حرصاً منه على منصب أو على جاه. وعند سؤاله عن رد فعل الشباب الذين قد ينجرفون لأفعال بعد استفزازهم بتلك الأمور قال للمذيعة التى تحاوره :أى انجراف تقصدين. هل تقصدين أنهم ربما قتلوا قاضيا من القضاة أو مجرماً من مجرمى الشرطة أو مجرمى العسكر هل هذا يسمى انجرافا؟ دعينا نسمى الأمور بمسمياتها فهؤلاء القضاة و هؤلاء العسكر ينبغى القصاص منهم. وأكد كساب الذى اشتهر بأنه تلميذ نجيب ليوسف القرضاوى أنهم يريدون من الشباب أن يقفوا مكتوفى الأيدى ولا يجب أن يفعلوا ذلك بل من وجد مجرما من العسكر أو قضاته أو داخليته متلبسا بجريمته يجب أن يقتص منه إن لم تكن هناك محكمة عادلة. وعندما قاطعته مقدمة البرنامج مفسرة كلامه بأنه يقصر الأمر على أولياء الدم قال إن الثوار أصبحوا كلهم «عصبة واحدة فى مكان واحد»، وأضاف أنه «إذا وجد قاضيا من القضاة عرف بإعدامه للأبرياء، أو واحدا من العسكر أو الداخلية.. واحدا من هؤلاء ويده ملوثة بالدم، وتمكن الناس منهم.. ماذا تريدون من هؤلاء.. ماذا تريدون منهم.. تريدون منهم الصمت أكثر من ذلك». ومنذ عام 1996 أقام كساب فى قطر وبدأ العمل فى وزارة الأوقاف القطرية بتوصية من القرضاوى كإمام مسجد ثم خطيب كما عمل كباحث شرعى فى موقع إسلام أونلاين الذى يشرف عليه القرضاوى وألف عدة كتب عن فكر ومؤلفات القرضاوى وهى :كتاب خطب القرضاوى الذى أصدره عام 2005وكتاب المنهج الدعوى عند القرضاوى عام 2007م. ونشرته جريدة الوطن القطرية. وكتاب القرضاوى مرتكزات دعوته وجبهاته الدعوية عام 2008م، وكتاب دور القرضاوى فى إبراز الوسطية. ونفس فتوى كساب لقتل القضاة تبناها تلميذ آخر للقرضاوى هو عصام تليمة، مدير مكتبه حيث رد على سؤال لمذيع بفضائية «مكملين»، التابعة الإخوان، حول حكم الشرع فى موقف مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام من القضية، بقوله: «كل من أعدم مظلوما، وقدمه للمحاكمة، وأقر بالإعدام، حده الشرعى هو القصاص، وشوقى علام عارف هذا الكلام، من حكم على شخص بريء بالشنق يُشنق، هذا هو الإسلام، والجزاء من جنس العمل». وأضاف «تليمة»: «هؤلاء خونة للدين وخونة للشرع، والمسألة واضحة، ولا يقولون كلمة الحق- (فى إشارة إلى المفتى ورجال الشرطة والقضاء)- ووالدة المعدوم عليها أن تتخذ كل الإجراءات القانونية، وإن لم تفلح يعُد الدم إلى ولى الدم، عملا بالقرآن الكريم، وبإجماع كل العلماء على ذلك، ودار الإفتاء المصرية لابد أن يتم التخلص منها بأى وسيلة- مادام المفتى يظلم وأصبح بلطجيا، وتنطبق عليه أحكام البلطجة- بالقصاص منه». وتعكس فتاوى كساب وتليمة بكل تأكيد موقف الشيخ القرضاوى نفسه، حيث لايمكن بحال من الأحوال تخيل أن مدير مكتبه عصام تليمة أو تلميذه النجيب أكرم كساب يمكن أن يفتيا بفتوى لايوافق عليها شخصيا والمؤكد أنه هو شخصيا صاحب الفتوي، ولكن جرى نشرها على لسان تلميذيه حتى لايحرج النظام القطرى .