شعور بالاشمئزاز أصابني، خلال مشاهدتي لبعض دراما رمضان، بعد خلو أكثريتها من مضامين ومحتويات هادفة، وبرزت الحوارات المتردية والمتدنية التي حوتها، والايحاءات الجنسية، واللفاظ السوقية، والرقص والعرى، وشرب الخمور، التي بنى صانعيها أعمالهم عليها، بهدف جذب المشاهدين، دون أي اعتبارات لحرمه شهر رمضان الكريم. لم أكن الوحيد الذي شعرت بذلك، بل هناك حالة من الغضب والاستياء انتابت الأسرة المصرية، ومواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من كم مشاهد العرى، التي تظهر المرأة المصرية وكأنها عاهرة، والسباب والشتائم، التي ينطق بها فناني مصر في برامج المقالب، وتشويه صورة الحارة والأحياء والشوارع في مصر. والمتابع لبعض الأعمال الدرامية مثل مسلسل "حارة اليهود"، يلحظ كثير من المغالطات التاريخية التي ترقي إلى حد جرائم تاريخية، ولا يختلف الحال عن مسلسل "تحت السيطرة "، الذي تجاوزت إحدى حلقاته الخطوط الحمراء، واعتبره البعض أنه يدعو للرذيلة ... الخ. الأمر الذي يجعلنا نتساءل .. أين هيئة الرقابة على المصنفات من هذا العبث الذي يدمر الفن المصري؟ .. ومن المسئول عن تصدير صورة مصر بالشكل السيء؟ .. وهل هناك مخطط غير معلن لتدمير القيم والأخلاق؟ .. لماذا لا يصدر وزراء الإعلام العرب خلال اجتماعاتهم مواثيق تعطي الحق في منع عرض كل ما يسيء للقيم المجتمعية والدينية والأخلاقية؟. تغرد الدراما في رمضان خارج السرب كما هو الواقع، فبدلاً من أن تساهم في تنشئة وبناء المجتمع، وتعزيز العادات والتقاليد والقيم الإيجابية، وتقبل الأخر، وإعلاء قيمة العمل، نراه تفعل عكس ذلك تماما، وهو ما يحدث الآن عبر كثير من المسلسلات التي تعرض حاليا على شاشات الفضائيات. مطلوب وبشكل فوري، وقفة جادة من الدولة لإجبار كتاب الدراما على الالتزام بميثاق شرف أخلاقي وفني، لتجنب تكرار مثل هذه المشاهد التي تخدش حياء المشاهدين، والتي تمثل خطرا حقيقيا على الأسرة والمجتمع. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر