سجلت دراما رمضان الماضي رقما قياسيا في كم الألفاظ الخارجة ومشاهد العري التي تخدش الحياء الي جانب المخدرات والعنف .. عما عداها من داما سابقة الامر الذي أزعج الكثيرين من تدهور مستوي الاعمال الدرامية ونزولها إلي الحضيض وجعلهم يطالبون بدراما نظيفة تحافظ علي قيم المجتمع ولا تخدش حياء المشاهدين دراما تعود الي سابق عهدها عندما كانت أحد روافد الثقافة ومرأة للمجتمع تعكس همومه واوجاعه وايضا احلامه وانتصاراته. فبعد »ليالي الحلمية وبوابة الحلواني« اصبحنا علي موعد مع »مزاج الخير« و »موجة حارة« و »حكاية حياة« .. اعمال شاهدة علي مدي تدهور مستوي الدراما!! تقول د. ليلي عبدالمجيد عميد كلية الاعلام جامعة القاهرة السابق إن الدراما التلفزيونية كانت تقدم المشكلات الاجتماعية بشكل واسلوب محترم وهذا ما رأيناه في أعمال مسلسل »ليالي الحلمية، العائلة، بوابة الحلواني« ومثلها من الأعمال، وكانت بعض أفلام السينما تخدش حياء المشاهد في بعض الأوقات، لأن السينما اختيارية، المشاهد هو من يذهب إليها، أما التلفزيون فيدخل كل منزل، ولكن تحول الامر في السنوات القليلة الماضية نتيجة لضغوط وكالات الاعلانات وبعض المنتجين حتي تخرج الدراما بشكل آخر طمعا في الربح الزائد، فتحول الأمر إلي ما يشبه الصراع حول من يقدم اعمالا مبتذلة، وأصبحت الدراما هي التي تساعد علي نشر ثقافات المجتمع المبتذلة بعد أن كانت رائدة في مجال التنمية الثقافية، وحتي تعود مرة اخري إلي دورها المنشود لابد أن يكون ذلك من اعمال القطاع العام وان كانت هذه القطاعات تواجه نقصا في التمويل، الا انه يستطيع انتاج اعمال قليلة ولكن جيدة هادفة، وعلي الفنانين الذين يشعرون بأن فنهم يقدم رسالة أن يقللوا من أجورهم حتي تنهض القطاعات العامة للانتاج مرة اخري وتعود الدراما الجادة. أما د. سامي الشريف عميد كلية الاعلام للجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات فيقول ان الدراما التلفزيونية أقل ما يقال عنها أنها دون المستوي، في اختيار الموضوعات، وابتذال في الالفاظ والملابس وفقدت الدراما دورها الاساسي في تطوير الأجيال وترفع من اذواق المشاهدين ولكن هذا يحتاج إلي مجهود كبير خاصة أن المنتج يدفع الملايين لانتاج العمل الفني، يأتي في ذيل أولوياته أن يلعب دور المصلح الاجتماعي وبالتالي يجب في تقديري انعقاد مؤتمر كبير وعام يناقش أوضاع الدراما التلفزيونية ويضم كبار النجوم من المؤلفين والمخرجين والممثلين، وأنا بصفتي عميد اعلام الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات أرحب باستضافة هذا المؤتمر بالمشاركة مع جريدة الأخبار التي أثارت هذا الموضوع الهام، وفي هذا المؤتمر يمكن أن نصل إلي حلول جذرية تنقذ الانتاج الدرامي المصري وتعيده مرة اخري لدوره الأمثل في التأثير علي نشء جديد يحمل اسم مصر في المستقبل. يقول المخرج محمد فاضل: قديما كانت الأعمال الروائية قليلة جدا والسائد هو الجيد، أما الآن فأصبحت الأعمال الجيدة الهادفة هي النشاز وسط هذه الفوضي الدرامية والأعمال التجارية التي لا تهدف إلا للربح المادي ولا تضع أي اعتبارات اخري سواء كانت اجتماعية أو اخلاقية أو غيرها ورغم ذلك أنا ضد أن تتبع الدولة الحلول الأمنية لمواجهة هذه المشكلة العويصة التي تؤثر علي كل الشعب المصري وتزيد من تفتيته والاضرار بأخلاقياته، ولكني أري أن يكون الحل من خلال انتاج مزيد من الأعمال الجيدة ذات المستوي الفني العالمي والجذاب، حتي تجتذبا المشاهدين ويجب أن تكون ضربة البداية من القطاع العام واتحاد الاذاعة والتلفزيون الذي فقد السيطرة علي سوق الدراما ويمكنه اعادتها بانتاج أعمال جادة جاذبة ولا أري أي حجة أو تبرير في تغيير المقاييس العامة، ففيلم ناصر حقق 41 مليونا في عام 6991 وكان الأعلي في الايرادات في هذا العام. ويقول المؤلف محمد السيد عيد: يجب علي صناع الدراما التلفزيونية النظر فيما يقدمونه علي أنه إحدي وسائل التربوية وليس كونه عملا فنيا تجاريا فقط فالعرض التجاري هو ما يدفعهم لتقديم مثل تلك الألفاظ والمشاهد الخارجة علي حساب المضمون لاجتذاب الشباب المراهق غير الواعي بخطورة ما يقدم اليه واضاف أن هناك فارقا كبيرا بين الواقع الذي نعيشه والواقع الفني الذي نقدمه فإننا نقدم الواقع من خلال رؤية فنية للمؤلف والذي يقوم بدوره لإيصال الصورة للمشاهد بنوع من الحرفية حتي تكون متطابقة مع الواقع دون وجود ألفاظ أو مشاهد تخدش حياءه. ففي النهاية الدراما التلفزيونية تدخل كل منزل وأن العبارات التنبيهية التي يتم بثها قبل أي عمل ليس لها أي فائدة لأن تلك العبارات تم اعدادها للأعمال السينمائية في الأصل وليس التلفزيونية.