لا يحق في ظل كل ما نراه من هبوط وانحدار في مستوي الدراما المصرية سواء في السينما أو ما يعرض علي الشاشات الفضائية إلا أن نطلق عليه لقب »كارثة« من ناحية تخبط الأفكار وبلادة الطرح والعري ومناظر وألفاظ تخدش الحياء، والغريب أن المهزلة لا تتوقف وجشع المنتجين أصحاب المال الذين دخلوا الفن وأصبحت المادة نقمة فبدلا من أن تستغل في التطوير والتغيير للأفضل وجدنا المنتجين يتاجرون بالفن ويقدمون مسلسلات عن كيداهم ونوسة وتجار المخدرات والسلاح وحياة الراقصات والبلطجية وظهر أن الميزانيات الضخمة المرصودة لإنتاج المسلسلات تبتلعها أجور النجوم الكبار وبالطبع تظهر سياسة التقشف في أشياء أخري إرضاء للنجم بطل العمل.. ولذا تخرج الأعمال فقيرة في شكلها الدرامي، في الوقت الذي تتحول فيه الريادة الدرامية للمسلسلات التركية والإيرانية، وكلتاهما جذبت المشاهدين بروعة قصصها وإظهار كل ما يعكس جمال ومقومات بلادهم بالمنظر والصورة وسرعة الإيقاع ومنها التركية »الأوراق المتساقطة سيلا حريم السلطان والإيرانية« »يوسف الصديق والحسن والحسين وعمر بن الخطاب« .. فياليت القائمين علي صناعة الدراما يفيقون من غفوتهم وكفانا هبوطا وشتاتا وتقديم دراما تحوي الابتزاز والتحرش والعنف الأسري وشبابا ضائعا ومخدرات وليتذكروا فترة ريادتنا الدرامية أيام كنا نقدم أعمالا راقية مثل ليالي الحلمية للمبدع الراحل أسامة أنور عكاشة والضوء الشارد وحدائق الشيطان لمحمد صفاء عامر وهوانم جاردن سيتي ولماذا لا تعود روح الحب الغائبة بين كتابنا الكبار ممن سبق ذكرهم ومعهم محمد جلال عبدالقوي ووحيد حامد ومجدي صابر ويسري الجندي وعاطف بشاي وبين كتيبة المنتجين لتقديم أعمال راقية توقف غزو الدراما التركية والإيرانية فنحن قادرون علي الارتقاء والإبداع بالتفاني في كتابة وإنتاج العمل الدرامي الهادف لنضيء مرحلة جديدة تخاطب الفكر وتهذب النفوس وتنير العقول بمعالجة قضايا ساخنة من نبض المجتمع كما يجب الابتعاد عن دخلاء الفن أصحاب المال فهؤلاء المحسوبون علي الفن لهم الأثر الأكبر في انحدار الدراما حيث سربوا الزيف والتضليل وطمس الحقائق وبثوا سمومهم في نفوس الجماهير وخاصة النشء وقتلوا الفن الجميل.. وفي النهاية أقول لهم كفانا عبثا وتهريجا وتحايلا وفسادا في الفكر أيها القائمون علي الفن وصناعة الدراما.. ليعمل الجميع في الحقل الفني علي عودة مصر المحروسة للتربع علي عرش الدراما العربية مرة أخري.