ليس هناك أدني شك في أن الدراما المصرية كانت فيما مضي ولا تزال حتي فترة قريبة هي دراما العرب نظرا لما كان يتوافر فيها عناصر أساسية لتقديم دراما متميزة من كتابة وتمثيل وإخراج وإنتاج ومنها علي سبيل المثال لا الحصر مسلسلات »المال والبنون- ليالي الحلمية الشهد والدموع ذئاب الجبل الضوء الشارد وكوميديا يوميات ونيس« وكل هذه الأعمال ومثيلاتها جذبت المشاهدين لوجود القاسم المشترك بينها وهو التمسك بالقيم والأخلاقيات ونظرا لاحتوائها علي القيم الفنية والإنسانية الرائعة تهافتت عليها أسواق التوزيع في كل الدول العربية.. ولكن خلال الفترة الأخيرة تغيرت الدراما المصرية وأصبحت باهتة بسبب دورانها في فلك واحد وهو المخدرات والقتل والخيانة الزوجية والفساد والرقص هذا بخلاف حالة إفلاسها الفني من خلال اللجوء لإعادة تقديم المسلسلات المأخوذة من الأفلام السينمائية القديمة ومنها سمارة الباطنية العار ونتيجة لذلك هرب ملايين المشاهدين لمشاهدة الدراما التركية علي القنوات العربية لأنها تقدم المواضيع بشكل أعمق ونص أفضل وأكثر إبداعا يعود بهم لزمن الفن الجميل الذي يحمل بالفعل تلك القيم الإنسانية الرائعة الغائبة عن أعمالنا الدرامية وهذا ما شاهدناه في مسلسلات: صرخة حجر الذي قدم صورة حقيقية للقضية الفلسطينية بدون محاباة للجانب الإسرائيلي وهناك أيضا مسلسلات إكليل الورد ميرنا وخليل ونور وسنوات الضياع والعشق الممنوع وشعرنا فيها بجمال الصورة والطبيعة التركية الخلابة والقصص الرومانسية ونصوص أخري لعبت علي الوتر الاجتماعي الإنساني الرومانسي داخل محيط الأسرة والمجتمع التركي الشبيه بالمجتمعات العربية وبالطبع هذا يدفعنا للتساؤل حول من المسئول عن كبوة الدراما المصرية ومتي ستفيق من غفوتها وسباتها العميق ؟ الحل يرجع لأهمية دعم الدولة ووزارة الإعلام مع عدم إعفاء عناصر أخري من تحمل عبء هذا التخلف الدرامي بعيدا عن الأعمال الدرامية المتميزة التي أشرنا إليها وهي الكاتب والممثل والمخرج والمنتج.. وكم نتمني عودة قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون لسابق عهده ونفي كل ما يقال عنه بأنه حكم عليه بالموت خاصة أنه يمتلك الكثير من مقومات صانعي نهضة الدراما الذين لا يزال الكثير منهم علي قيد الحياة في مجال التأليف والسيناريو والإخراج ومنهم علي سبيل المثال: محمد جلال عبدالقوي ومحمد صفاء عامر ومجدي صابر ويسري الجندي ووحيد حامد ومحمد الباسوسي وعاطف بشاي ومن المخرجين إسماعيل عبدالحافظ ومجدي أبوعميرة ومحمد النقلي وإبراهيم الشوادي وعلي عبدالخالق وسمير سيف وخالد بهجت وشيرين عادل وجمال عبدالحميد ومحمد فاضل.