بداية يؤكد المخرج إسماعيل عبدالحافظ.. أن الدراما التليفزيونية لعام 2009 كانت تحمل بشائر إيجابية لتقدم الدراما هذه الفترة مقارنة بالسينما المصرية ويرجع هذا التقدم إلي ظهور الوجوه الجديدة في التأليف والإخراج وايجاد لهذه الأعمال الدرامية منافذ للتسويق وأموال ضخمة ووجود جهات إنتاج كبيرة مثل مدينة الإنتاج الإعلامي وحرصها علي التعاقد مع كبار المؤلفين والمخرجين والممثلين لتضمن إنتاج أعمال متميزة تستطيع منافسة الدراما التركية والسورية التي جذبت المشاهد العربي في الفترة الأخيرة. ومن أفضل الأعمال التي رأي أنها تحمل قيمة فنية وفكرية عالية وتحترم المشاهد وتوافرت فيها شروط العمل الجيد النص والإخراج وجهة الإنتاج هي «مسلسل» هدوء نسبي و«المصراوية» هذا العام. وعن توقعاته للعام الجديد 2010 فيعرب عن تفاؤله بهذا العام فيما يخص الدراما التليفزيونية مشيرا إلي تشديد أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون علي جميع المخرجين والمؤلفين بضرورة صحوة الدراما صحوتها الحقيقية وإزالة جميع المعوقات من أمام الكتاب والمخرجين للسماح لهم بإبداعاتهم المتميزة. ويري الناقد والسيناريست فايز غالي أن عام 2009 في السينما شهد صعودا وهبوطا فمشكلة حقيقية تواجه صناعة السينما وتهدد بمستقبلها بعدما كانت الصناعة الثانية في مصر في ظل وجود مؤسسات قوية إنتاجية مثل استديو مصر وطلعت حرب أنتج عدداً من الأفلام المتميزة، مشيرا إلي أزمة السيناريوهات الجيدة وسطو الكيانات الإنتاجية الضخمة وهيمنتها علي الصناعة واحتكار النجوم وغياب دور غرفة صناعة السينما في مصر مما سمح بعودة أفلام المقاولات وتدهور صناعة السينما وتراجعها في ظل تزايد في إنتاج عدد من الأفلام التي شاهدنها عام 2009 وليس السبب كما يعتقد البعض ويعلقون حججهم علي شماعة أنفلونزا الخنازير والأزمة الاقتصادية العالمية. أما فيما يخص الدراما التليفزيونية فيشهد غالي ببراعتها وتقدمها في عام 2009 مشيرا للتوازن الذي أحدثه تعاون كبار جهات الإنتاج وإيجاد منافذ تسويق وكان للقنوات الفضائية والإعلانات منفذ للدراما في هذه الفترة التي حدثت فيها الأزمة الاقتصادية مما جعل كبار الفنانين يهربون من السينما إلي الدراما التليفزيونية فكان شهر رمضان بمثابة ضربة للسينما. ومن المسلسلات التي أشاد بتميزها عام 2009 هي مسلسل حرب الجواسيس لهشام سليم ومنة شلبي وابن الأرندلي ليحيي الفخراني. أما عن توقعاته لعام 2010 للسينما يقول: لم أتوقع أي تقدم لها في العام الجديد إلا بتعاون الجميع بشكل مؤسسي لانقاذ تلك الصناعة من الانهيار ورفع مستوي الرسالة التي تقدم من خلالها علي مستوي الكتابة والإخراج والتمثيل حتي نستطيع إنتاج أفلام تمثلنا في المهرجانات، إنما أتوقع 2010 سيكون عام الدراما المصرية وقدرتها علي مواجهة الدراما التركية والسورية إن شاءالله بفضل مجهودات وزارة الإعلام فيما يخص بتسويق المسلسلات المصرية بخطة مدروسة بالإضافة للرؤي والفكر الجديد اللذين ظهرا في الدراما مؤخرا. ويري الناقد الفني طارق الشناوي أنه بالرغم من أن عام 2009 شهد كل انماط الأفلام منها الكوميدية والسياسية والاجتماعية والأكشن وكانت ضخمة التكاليف إلا أنها لم تحقق إيرادات كبيرة ولم تعجب الجمهور لأن الأموال وحدها لا تصنع سينما جيدة في ظل إفلاس في الفكر، كما أن رغم وجود أفضل نجوم الكوميديا في مصر إلا أنه كانت الأفلام الكوميدية من أسوأ الأفلام وهذا الذنب يقع علي المؤلفين الذين لم يقدموا أي جديد مشيرا إلي بعض الأفلام الجيدة التي رأ ي أنها تحمل فكراً جيداً منها أحكي يا شهرزاد وفيلم الفرح ودكان شحاتة. وبالنسبة لرؤيته لعام 2010 فإنه يتوقع تراجعاً في صناعة السينما وانهيارها إذا ظلت سرقة الأفلام وعمليات القرصنة من خلال الإنترنت وعدم خلق رؤي جديدة وإبداع في جميع المستويات لإنقاذ مستقبل السينما المصرية. وأخيرا تؤكد الناقدة دلال عبدالفتاح أن عام 2009 شهد زحاما هائلا في المسلسلات الدرامية علي الشاشة التليفزيونية مما أصاب الجمهور بالملل فكانت أغلبها أعمالاً تهدف للربح لا للإمتاع وتقدم هدفاً وفكرة قيمة تفيد المشاهد تعبر عن الواقع مشيرة إلي أن المجتمع الفني الدرامي عام 2009 أصابه افلاس شديد في الفكر والأداء مما يهدد صناعة الدراما المصرية وعدم قدرتها علي منافسة السيل الجارف من تميز الأعمال الدرامية السورية والتركية.