عار علينا نحن المسلمون أن تكون نسبة الأمية فى بلادنا المحروسة تزيد على 30%، فكيف يعيش بيننا أكثر من ثلاثين مليونا من الجهلاء بقواعد الكتابة والقراءة، هل نسينا أننا نعيش فى أمة «اقرأ» وهو نداء سماوى قرآنى يحث على القراءة والتعلم «اقرأ باسم ربك الذى خلق» وهل هناك أرفع وأسمى من رسالة تنوير العقول وتطهير النفوس بالانفتاح على الدنيا بالقراءة والكتابة، وإذا كنا نسعى إلى النهضة الشاملة بالقضاء على ثالوث التخلف وهو الفقر والجهل والمرض فلا يجوز أن نهمل آفة الجهل الأساس فى منظومة التخلف فهى انسداد شريان الحياة بالمخ البشرى وهؤلاء الذين ابتلاهم الله بالأمية الأبجدية «قواعد القراءة والكتابة» هم الذين يعيشون فى ظلام العقل محرومون من التواصل الإنسانى وحياتهم تفتقد لأساسيات الكتاب والورقة والقلم. وهنا أتساءل أين المشروع القومى لمحو الأمية؟ وأين أجهزة الدولة فى تحريك هذا المشروع الذى طالما سمعنا عنه منذ عقود ماضية، وهل ننتظر إشارة البدء من الرئيس لكى نتحرك جميعا أفرادا ومؤسسات فى القضاء على هذا العار الذى هو سبة فى جبيننا جميعا . فلنرفع شعار محو الأمية ونحن فى هذا الشهر الكريم، ولنعمل جاهدين على محو أمية كل مواطن مصرى نستطيع الوصول اليه بالطريقة التى يراها كل فرد أو جمعية أو أسرة أو مصلحة حكومية أو مؤسسة عامة أو أى شيء آخر، بما يناسب وضعها وقدراتها، هذا إذا كانت الدولة غير قادرة على إدارة هذا الشأن بسبب الظروف الصعبة التى تعانى منها البلاد. إن «محو الأمية» واجب دينى إنسانى وهو فرض عين على كل إنسان ورد للجميل الإلهى الذى أنعم الله به على كل من ذاق حلاوة القراءة والكتابة، واستمتع بنور العقل وغاص فى بحور العلم والمعرفة. ومع هذه الأيام الرمضانية المباركة فليبدأ كل فرد متعلم بدفع ضريبة أو صدقة نور العقل ونعمة المعرفة بمحو أمية ما تيسر له من إخوته فى الوطن وبالأسلوب الذى يراه مناسبا وذلك ابتغاء مرضاة الله وتنفيذا لأمره تعالى «اقرأ باسم ربك الذى خلق». د. يسرى عبدالمحسن أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة