لو أن أحدا أدرك حجم ما تحقق فى العام الأول لرئاسة عبد الفتاح السيسى لمصر لما تردد لحظة فى التصفيق وتجديد الثقة فى الرجل الذى أزال جميع الحواجز بين الحلم والواقع من أجل استعادة الدولة من أيدى خاطفيها واستعادة الهيبة لمؤسسات الدولة بجهد وإخلاص الرجال بالقدرة على تحويل القرار السياسى إلى آليات فعلية فى زمن قياسى وبأقل التكاليف. بوضوح شديد أقول: إن عام البداية جاء تجسيدا لنظرة استراتيجية تدرك أن حدود الوطن لم تعد تنتهى عند الحدود الجغرافية المرسومة وإنما تمتد إلى حيث تمتد المصالح الحيوية لمصر عند آخر نقطة فى فضاء المجال الحيوى لهذا الوطن. وأى متابع للخطوط الرئيسية فى الاستراتيجية المصرية خلال عام البداية يدرك عمق الإحساس الرئاسى بأن مفهوم السيادة الوطنية قد اتسع وتعَدل فى ظل زلزال المتغيرات الذى ضرب المنطقة بعنف طوال السنوات الأربع الماضية ومازالت توابعه مستمرة إلى اليوم فليست سيادة الوطن على أراضيه فقط تعنى السيادة الكاملة.. كما أن القوة العسكرية لم تعد وحدها تكفى لتأكيد هذه السيادة وحمايتها لأن مفهوم القوة فى العصر الراهن لم يعد مقصورا على قوة السلاح فقط كما أن استعمال القوة بات محكوما بظروف وتعقيدات يصعب تجاهلها. وليس صعبا على أى مراقب محايد أن يقرر بضمير خالص أن زيارات السيسى الخارجية وما أجراه من اتصالات إقليمية ودولية قد أثبتت على أرض الواقع نجاح مصر فى بناء حد أدنى ومقبول من اتفاق وتوافق دولى بشأن ضرورة بذل كل جهد مستطاع لمحاصرة خطر الإرهاب. ولعل أكثر ما ساعد السيسى على دفع القوى الدولية لمراجعة مواقفها من ثورة 30 يونيو أن مصر أبلغت جميع القوى الدولية بأنها اتخذت القرار بقبول التحدى وتأكيد الإصرار على دحر الإرهاب وأنها عززت هذا الخطاب السياسى الواضح والصريح بخطوات وإجراءات على أرض الواقع مزجت بين إرادة الفعل وصحة الرؤية من قبل أن تجييء لحظة الخطر عندما بادر السيسى مبكرا بطلب التفويض لمحاربة الإرهاب المحتمل فى نداء 26 يوليو 2013. ثم لعلى أضيف إلى كل ما قلته أن القراءة الصحيحة لمغزى ومضمون تحركات السيسى فى الساحة الدولية ينبغى أن تجيء مقرونة بالفهم لما عانته مصر قبل 30 يونيو من عشوائية سياسية تضاءلت بحجمها لكن قرارات 3 يوليو 2013 وما أعقبها من سياسات رشيدة صححت الأوضاع لتستعيد مصر حجمها الطبيعى فى أمتها العربية ومكانها اللائق فى الساحة الدولية. خير الكلام: كلما ازداد نجاحك ازداد عدد خصومك وحسادك ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله