لأن كل المصريين يتبادلون التهنئة فيما بينهم هذه الأيام بعد الإعلان رسميا عن انتخاب المشير عبدالفتاح السيسى رئيسا للجمهورية والتأهب لمراسم تنصيبه غدا فإن من الضرورى أن يقف الجميع أفراد وجماعات وأحزاب وهيئات وقفة ضرورية مع النفس والذات تجنبا لأخطاء الحساب السياسى إزاء استحقاقات المرحلة المقبلة. وأيضا لأن كافة القوى الإقليمية والدولية تدرك قيمة ووزن وتأثير مصر خصوصا مع وقوفها مجددا على أعتاب استعادة مقومات الدولة القوية فى ظل رئيس قوى فإنها بدأت بالفعل تتحرك فى ذات الاتجاه ببناء تقديرات جديدة تجنبا للوقوع فى أية أخطاء ضمن حسابات التعامل السياسى والاستراتيجى مع مصر. وفى اعتقادى أن الخطاب السياسى الذى يتحدث به السيسى منذ ظهوره فى المشهد المصرى كرقم فاعل ومؤثر منذ اندلاع ثورة 30 يونيو وتصدره للمشهد فى 3 يوليو يكشف عن شخصية تجمع بين الاعتزاز بالنفس والتواضع المقرون بالثقة فى الذات ومن ثم فإنه يملك القدرة على تجاهل وتجاوز حملات التشهير مع عدم القابلية للتجاوب مع كل أشكال الضغط أو الابتزاز. ومعنى ذلك أنه يتحتم على الجميع أن يدركوا أنهم سيتعاملون مع رئيس لا يزعم أنه يملك بين يديه كل مفاتيح الحلول للمشاكل والأزمات لكنه على وجه اليقين يعرف أين توجد هذه المفاتيح وما هى أيسر السبل الممكنة للوصول إليها تحت أقصى درجات الأمان. نحن أمام رئيس جديد لمصر يدرك حجم الارتباط والتشابك بين ضرورات واستحقاقات الأمن والتنمية والحرية فى الداخل وبين الانفتاح على كافة القوى الإقليمية والدولية المستعدة للتعاون مع مصر من أرضية الند للند مستندا فى ذلك إلى قوة ذاتية اكتسبها من تحرره من أى التزام بسداد أية فواتير لأحد ومن ثم فإن يده ستكون ممدودة للجميع من أرضية الفهم للواقع والرغبة فى النجاح. خير الناس: من قويت بصيرته على فهم الأشياء ازدادت حكمته عند التعامل معها ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله