صحافة.. وصحفيون (1) ما أريد أن أتحدث عنه اليوم ليس فقط بهدف الدفاع عن صحافة مصر التي يتهمها البعض بأنها سبب أغلب المصائب والنوائب وأيضا ليس بهدف جلد النفس والذات في إطار نقد واجب ومراجعة ضرورية لبعض أخطاء وخطايا الممارسة التي نعترف ونقر بوقوعها. وبداية لعلنا نتفق علي أنه عندما يغيب العقل في أي مجتمع فإن الكلمة تصبح بلا معني لأنها تكون مجرد جعجعة في الهواء وتكون الغلبة في هذه الحالة لمن يملكون صوتا زاعقا أو لسانا سليطا... وتلك في اعتقادي مشاهد تعكس بعض جوانب الأزمة الراهنة. أريد أن أقول: إنه من الظلم للحقيقة ولأنفسنا أن نختصر سلبيات ومثالب المشهد السياسي والمجتمعي الراهن لكي نعلقه في رقبة الصحافة رغم التسليم بأن الصحافة المصرية تمر منذ سنوات طويلة بأزمة متشعبة أساسها تراجع مهني ناجم عن عشوائية فرضت نفسها واستسلم الجميع لواقعها المؤسف بدءا من التغييب المتعمد للمواصفات والاشتراطات اللازم توافرها لمن يجب السماح لهم بممارسة المهنة ووصولا إلي سياسة الإغراق التي كشفت عن وجهها المزعج في السنوات الأخيرة بإصدارات صحفية مجهولة المصدر والهوية من ناحية وسياسة التضييق التي كانت تستهدف الحد من حق وحرية إصدار التراخيص لإصدار صحف جديدة من ناحية أخري! ولأن حالة السيولة في المشهد السياسي الراهن يتزايد اندفاعها وتدفقها دون ترشيد فإن من الطبيعي أن تكون الصحافة هي الوعاء الوحيد المتاح لاستيعاب هذه الحالة من التدفق والاندفاع وقبول البضاعة المعروضة سواء كانت صالحة أم فاسدة طلبا للرواج والانتشار من ناحية أو إثباتا للقدرة علي أداء دور في عملية تشكيل الملامح الرئيسية للمرحلة المقبلة من ناحية أخري. ومن أسف إن الذين يستثمرون أموالهم في الصحافة ويسعون لتوظيفها بعيدا عن رسالتها التنويرية الوطنية السامية هم أكثر الناس صياحا ضد الأداء الصحفي ويريدون أن يجعلوا من بعض أخطاء الممارسة المهنية شماعة جاهزة لتعليق كل الأخطاء والخطايا في الممارسة السياسية والمجتمعية... بل إن بعضهم يستهدفون إبعاد الشبهة عن أنفسهم بالادعاء بأن الصحافة أصبحت عنوانا للفساد ومصدرا للانفلات! وغدا نواصل الحديث تصحيح واعتذار ورد في مقال أمس الأول الخميس أن يوري جاجارين الروسي هو أول إنسان يهبط علي سطح القمر والصحيح أنه أول إنسان يجتاز الفضاء الخارجي ويتمكن من الدوران حول الأرض فوق مركبة الفضاء فوستوك في 12 أبريل 1961.. أما أول إنسان يهبط علي سطح القمر فهو الأمريكي نيل أرمسترونج عام 1966... لذا لزم التنويه ووجب الاعتذار احتراما لقارئ الأهرام [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله