رغم كل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مصاعب وتحديات ومكائد ومؤامرات فإن علينا في مصر أن نساعد قدر ما نستطيع علي استمرار هبوب الرياح التي تحمل لقاحات السلام العادل والشامل وبما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي ذات الوقت فإن علينا أن نهيئ أنفسنا لكل الاحتمالات لأن ذلك هو قدر مصر التاريخي قبل أن يكون مسئوليتها القومية ودورها الإقليمي! أقول ذلك من أرضية إيمان عميق بأن جوهر الصراع في الشرق الأوسط كان ولا يزال وسيظل هو المشكلة الفلسطينية وأن السلام لن يصبح شاملا في منطقة الشرق الأوسط إلا بحل المشكلة الرئيسية وهي المشكلة الفلسطينية ومن ثم فإنه يتحتم علي مصر أن تواصل جهودها مع الآخرين من أجل استكمال مسيرة السلام والعمل علي توسيع آفاقه حتي ينشر آثاره الحميدة علي جميع دول المنطقة باعتبار أن دور مصر التاريخي في المنطقة هو دور صانع السلام. ويعزز من مصداقية وأهمية ما أدعو إليه أن الكل يعلم- وعن يقين- أن الشعب المصري كان وسيظل حريصا دائما علي تقديم المعونة الصادقة والتأييد الإيجابي للقضية الفلسطينية في إطار التزام قومي ليس وليد اليوم وإنما هو استمرار وتواصل لالتزام تاريخي منذ أن فرضت هذه المشكلة نفسها علي الواقع العربي. أتحدث عن التزام تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه القضية الفلسطينية بعيدا عن أية شبهة للانزلاق في لعبة التجاذبات الداخلية الفلسطينية لحسابات واعتبارات سياسية وعقائدية تسببت في كثير من الأذي للأهداف الوطنية الفلسطينية المشروعة. وفي اعتقادي أن المحظور الوحيد الذي يجب أن تتجنبه مصر- ضمن ثوابتها الاستراتيجية- وأن تحرص علي تنبيه آخرين في العالم العربي علي ضرورة تجنبه هو محظور الوصاية علي القرار الفلسطيني الذي يجب أن يظل قرارا فلسطينيا خالصا وأن أقصي ما يمكن أن يقدمه أي طرف عربي هو المساندة والدعم والتأييد بالمشورة والخبراء لأن القضية قضيتهم ولن يكون بوسع أحد أن يفرض عليهم قبول ما لا يستطيعون قبوله عن طريق الحوار الفلسطيني الفلسطيني وليس عبر أي طريق آخر. وما أكثر إشارات الخطر التي تلوح في الأفق! خير الكلام: من ينشغل بأخطائه لايلتفت لأخطاء غيره! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله