كل من هب ودب يفتح صالون للحلاقة بترخيص أو بدون ترخيص وقد انتشرت هذه المحال بشكل لافت للنظر في جميع الأحياء والشوارع والحارات بدون أدني رقابة صحية, وما زالت هذه المحال مصدرا رئيسيا لأمراض عديدة وخطيرة علي صحة المصريين بدون أي محاولات لتقنين أوضاعها. أما زمان فكان الحلاق يطلق عليه إسم المزين وكانت لهم حوانيت ودكاكين خاصة بهم بها أماكن لانتظار الزبائن, كما يقول دكتور نبيل سيد الطوخي يتناول فيها الزبون الأرجيلة التي يعدها له الحلاق مع فنجان من القهوة حتي يأتي دوره فيجلس علي كرسي خشبي ويسلم رأسه للحلاق الذي يستخدم آنية من المعدن مثقوبة لسكب الماء علي رأس الزبون, ويستخدم في الحلاقة أمواس حقيرة مصنوعة النصل في دكان. وكانت عملية الحلاقة تستغرق وقتا طويلا وتتخللها حوارات طويلة وعقب الإنتهاء من الحلاقة يقوم صبي الحلاق بتقديم مرآة للزبون لينظر فيها فإذا أعجبته الحلاقة إرتدي طربوشه ومضي... ولم يقتصر عمل الحلاق كما يقول الدكتور الطوخي علي الحلاقة فقط بل كان يقوم بختان الأطفال وكذا بعض العمليات الجراحية الصغيرة وكان مجلس الصحة لا يسمح لأحد بفتح دكان مزين إلا بعد إمتحانه بحضور شيخ الطائفة فإذا نجح منح رخصة مبين فيها صنعته وأنواع الجراحة الصغيرة المسموح له بها علي أن يدفع رسما قدره عشرة قروش. الطريف أن الحكومة زمان كانت تقوم بتعيين الحلاقين في بعض مصالحها مثل الحلاق في مدرسة الطوبجية بغرض الحفاظ علي نظافة التلاميذ, وكان الحلاق يأخذ عن كل يوم قرشين أجرة, كما ذكر لنا التاريخ بعض الحلاقين الأجانب مثل المسيو شاتو وقد ذكر علي مبارك في كتابه الخطط التوفيقية لمصر أن عدد أفراد طائفة المزينين في القاهرة وحدها بلغ836مزينا عام 1870الجدير بالذكر أنه كان هناك عدد كبير من المزينين أو الحلاقين المتجولين في شوارع مصر يقومون بمزاولة عملهم في الشوارع والطرقات وتحت الكباري ويحملون عدتهم المكونة من النصل القديم وقطعة من الجلد لسن النصل وطبق من المعدن لصب الماء وهؤلاء كانوا لا يخضعون لأي رقابة صحية و كانوا سببا في نقل العدوي وإنتشار بعض الأمراض.