في فترة وجيزة انتشر الحلاقون الصينيون في شوارع الأقصر بشكل ملفت للانتباه اثار حفيظة اصحاب المهنة من الأقصريين الذين طالبوا بطرد هؤلاء الدخلاء علي حسب وصفهم. الذين يشاركون رزقهم ورزق ابنائهم, ولم يستطع بعض هؤلاء الحلاقين المحليين في منافسة اقرانهم الصينيين الذين يحلقون بثمن بخس يبلغ خمسة جنيهات وفي داخل منزل الزبون ناهيك عن عدة الحلاقة التي تعقم أولا بأول وقطع القماش التي تلف علي العنق والتي تفوح منها عطور شرق آسيا. واحد فقط من الحلاقين الأقصريين قرر التحدي لهؤلاء الصينيين بمفرده وهو عم عبدالصبور65 عاما الذي نزل إلي الشارع بعد غياب طويل يمارس مهنته التي يعشقها كثيرا والتي لازمته منذ ان كان صبيا والي الآن. يقول عم عبدالصبور انه سمع عن الحلاقين الصينيين, وفي البداية اندهش كثيرا فكيف لأجنبي ان يمتهن هذه المهنة التي ورثناها عن أجدادنا وآبائنا وطالب بوضع قوانين ولوائح تمنع الاجانب من ممارسة مهن الحرفيين حتي لا تنقرض هذه المهن مثل الكثير من المهن التي اختفت مع الزمن. وعن المقابل الذي كان يحلق به قديما والمقابل الذي يحصل عليه الآن يقول عم عبدالصبور قديما لم نكن نتعامل بالنقود خاصة في مهنتنا هذه وكان الزبون يحاسب آخر العام ويقوم بإعطائنا جزءا مما يقوم بزراعته قمح أو شعيرا أو فول أما الآن فالمناخ اصبح غير جيد بعد انتشار الحلاقين الصينيين ومحلات الكوافير التي لم نكن نسمع عنها إلا في الأفلام لذلك أجر الحلاقة بالنسبة لي لم يتغير منذ سنوات ويتراوح بين جنيه ونصف الجنيه الي ثلاثة جنيهات أما عن الحلاقة قديما فيقول ان الحلاق أو المزين كما يطلق عليه في القري كان يسمي بصاحب الالف مهنة كان يقوم بعدة اعمال في أي وقت واحد فكان يحلق ويختن الاطفال ويخلع الاسنان والضروس ويعالج ضربات الشمس ويقم بجمع النقوط في الافراح وكثير من الاشياء الاخري التي كانت تزيد من دخل الحلاق أما الآن فالمهنة اصبحت تحتاج الي التفرغ.