اضحك الصورة تطلع حلوة شعار يميز المصورون المتجولون وهم أحد معالم الكورنيش والميادين الرئيسية ويقومون بوضع كاميراتهم علي رقبتهم ومن قلة الزبائن ينادوا "صورة يابيه".. "صورة يا هانم".. أما مبيض النحاس فلم يتبق سوي عدد قليل من النحاسين الذين أصبحوا مجرد ذكري بسبب غزو الاستانلس والألمونيوم والبلاستيك والاقبال علي شرائها بسبب انخفاص سعرها. مقارنة بارتفاع أسعار النحاس الذي كان عنصراً أساسياً في لوازم العروس قديما. وهناك عدد قليل من مبيضي النحاس مازالوا متمسكين بها بسبب اقبال بعض السائحين الأجانب. ولمواجهة النحاس الصيني المضروب. أما مهنة مكوجي الرجل فهو يستخدم مكواة حديدية ثقيلة وضخمة بها ذراع خشبية. وتتمثل طريقة استخدامها في تسخينها علي النار ثم وضعها علي الملابس ويثبت إحدي قدميه فوق مكواة الملابس حيث يتم ضغط قدميه علي المكواة فتقوم بفرد الملابس. وبالرغم من انها جار عليها الزمان فقد أصبحت علي وشك الانقراض. إلا أن قليلين يرفضون التخلي عنها. هناك أيضاً الحلاق المتجول فهو يحمل شنطة بها مقص ومعجون الحلاقة والماكينة للحلاقة ويقوم بالمرور علي المحلات.. أما بالنسبة لعربات الجاز فيستخدم الحصان وفنطاس الجاز ويقوم بالمرور أسفل المنازل مناديا جاز.. جاز وكانت تنتشر في المناطق الشعبية والعشوائية وكان لتر الجاز ب 16 قرشا عام 1973 والآن اللتر 175 قرشاً.. وبعد دخول الغاز الطبيعي للمنازل واختفاء الوابور الجاز وتحويل معظم المخابز للآلي بدأت المهنة في الانقراض. كان هناك السنان المتجول وهو يحمل علي كتفه اسطوانة دائرية محمولة علي حاملين من الخشب يركب فيها قرص حجري يتحرك بالقلم ويقوم بسن جميع أنواع السكاكين.. أما عن الحاوي فلقمة عيشه بطعم الجاز وأصبح ظهوره متعلق بالموالد وحفلات أعياد الميلاد.. ومع ضغوط الحياة انتقلت المهنة إلي الشوارع والمقاهي والمناطق الشعبية بحثا وسعيا وراء الرزق من العاملين بها. وهي مهنة يتوارثها العاملون بها غالباً من آبائهم بحكم النشأة. "المساء" رصدت تلك المهن التي أصبحت علي وشك الانقراض. في البداية يقول محمد حسن: منذ 30 عاما وهو يعمل مصورا متجولا والمهنة اختلفت كثيرا عن الماضي. وكنا نصور برخص تصوير معتمدة تجدد كل عام. ولابد من استخدام فيش سليم لمن يعمل مصوراً. وكانت رحلات المدارس مصدر رزق. وكان يأتي الزبون للاتفاق علي حفلة أو عيد ميلاد. أضاف انه حاول الاتفاق مع قاعة أفراح لتصوير الحفلات بها. فطلبوا منه 40 ألف جنيه علي الأرض بخلاف إيجار شهري قدره 10 آلاف جنيه. لكن المهنة انقرضت بعد ظهور كاميرات الديجيتال والموبايل ذات الكاميرا. طالب محمد منير "58 عاما" بإنشاء نقالة للمصورين المحترفين. مشيراً إلي أنهم طالبوا بها كثيرا ولم يجدوا استجابة منذ 12 عاما. يقول سعيد الشيخ "70 عاما" أمين صندوق جمعية رابطة المصورين المحترفين انه كان زمان يصور أبيض وأسود ويقوم بطبع الصورة بعشرة قروش. وكان التصوير صنعة ومهنة.. وفكر. ويقوم بعمل الرتوش وهو صاحب الرؤية في الكادر نفسه. أما حاليا فلا يوجد مصور جديد. وبعد ظهور الفوتوشوب والديجيتال وكاميرا الموبايل مما قضي علي المهنة. أشار إلي أن أعضاء الجمعية 130 مصورا خارجيا بخلاف الاستديوهات. لافتاً إلي أنه في مارس المقبل سوف يتم عمل جمعية عمومية وانتخاب مجلس جديد للجمعية والتي تطالب بإنشاء نقابة لهم. يقول لبيب شحاتة عبدالواحد 54 عاما "مبيض نحاس" انه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 45 عاما وان قديما كانت الخامات المستخدمة في طلاء المعادن رخيصة مثل حامض الكبريتيك وحامض النتريك. وماء النار والتي لها تأثير خطير وتعرض لاصابات عديدة منها. وانه يحرص علي تناول الألبان تفاديا لأخطار تلك الأحماض. أضاف ان المهنة في طريقها للانقراض وتعاملاتهم مع تجار التحف. أشار إلي أنهم يستعينون بمهندس كيميائي يقوم بإعطاء الكمية الصحيحة لطلاء النحاس والمعادن.. وأكد علي ان كل الخامات مستوردة من ألمانيا وانجلترا مثل ملح النيكل والكلوريد والبوريك والسكوريت. ويصل سعر الكيلو منها إلي 70 جنيها. والبلوكات النيكل السالب والموجب بسعر 250 جنيها للكيلو. أشار سمير أحمد 50 عاما صاحب ورشة تبييض وتلميع النحاس بحي العطارين إلي انه لابد وضع القطعة النحاسية المراد تلميعها في ماء النار لمدة يوم وأكثر من مرة حرقت يده ويقوم بتلميع النحاس علي الماكينة وبعد ذلك تأخذ ورنيش وفلوت لإزالة اللمعان لها حسب درجة النحاس نفسه مثل أبيض ناصع أو أحمر ناري أو ذهبي براق وخاصة ان الرطوبة والأتربة تفقد دائما النحاس بريقه.. أضاف ان حركة العمل بطيئة للغاية وغالبية الزبائن من أصحاب تجار التحف. مؤكدا علي ان النحاس الصيني المضروب أكمل علي قضاء المهنة. أوضح السيد أحمد "70 عاما" "مكوجي رجل" انه بدأ العمل بمكواة الرجل منذ 55 عاما كان الأجر للقطعة 3 قروش. مشيرا إلي أنه ورث المهنة عن والده. وأشار إلي أن من شروط المكوجي أن تكون لديه مكوتان احداهما تسخن المكواة مباشرة والأخري يتم تسخينها لاستبدالها بالأولي لاستمرار العمل والإنجاز السريع دون توقف. أضاف ان مكواة الرجل تتسم بأنها "حنينة" علي الملابس ويستمر أثرها فترة كبيرة علي الملابس علي عكس المكواة البخار أو أي نوع من المكواة الكهربائية الحديثة التي ينتهي أثرها بسرعة قد لا تستغرق يوما واحدا.. لذا فإنه لن يتنازل عن مكواة الرجل. فهي التي تربي عليها ومصدر دخله الوحيد الذي يعيش منه هو وأسرته. أكد ان زبائن مكواة الرجل مازالوا موجودين ويقدرون قيمة مكواة الرجل وجودتها لا سيما الذين يرتدون الملابس الكلاسيك. وان هذه المهنة سوف تندثر تماماً قريبا خاصة وان العاملين بها من كبار السن ولا أحد من الشباب يفضلها. أما مرسي مصطفي عبدالفتاح "70 عاما" "حلاق متجول" فيقول انه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 50 عاما ويحمل في يده شنطة بداخلها مقص ومعجون وماكينة حلاقة. ويقوم بالتجول علي المحلات والمقاهي ليجذب الزبائن مناديا "شعر وذقن". أضاف انه قديما كان يحلق ب 5 قروش وكانت له زبائن عديدة والآن بعشرة جنيهات وقلت الزبائن جدا نظرا لكثرة أعداد الحلاقين الجدد بكل منطقة. وانه لا يوجد أي حلاق متجول جديد حاليا. يقول أحمد إبراهيم صاحب متجر عربات جاز ان صفيحة الجاز كانت ب 16 قرشا عام 1973 وأصبحت الآن ب 30 جنيها وانه كان لديه 7 عربات يعمل عليها 14 عاملا وكانت يومية العامل علي عربة الجاز عشرة جنيهات والآن يومية العامل تصل إلي 50 جنيها وكانت العربات تتجول في المناطق الشعبية وكانت مهنة مربحة. أضاف مصطفي جمال عبدالمنعم انه يعمل علي عربة الجاز ويتجول بها في المناطق الشعبية والمناطق التي لم يصل إليها الغاز الطبيعي. مشيراً إلي أن المهنة لا يدخلها عمال جدد فهم معدودون ومنهم من يقوم ببيع الجاز للمخابز وآخرون يقومون بالتجول في الشوارع وخاصة منطقة كرموز. مشيراً إلي أن دخول الغاز الطبيعي قضي علي المهنة التي أصبحت لا تلقي رواجاً. ويقول علي حسن 44 عاما "سنان سكاكين متجول" انه يعمل في هذه المهنة منذ ما يقرب من 30 عاما وان هذه المهنة متوارثة منذ أيام الفراعنة. وتحتاج إلي تركيز شديد وثبات في اليد أثناء وضع السكين علي القرص الحجري والقيام بادارته ووضع السكين عليه في الوقت الذي يدور فيه القرص أسفلها يحدث احتكاك بينهما "القرص والسكين" مما ينتج عنه شرارات من النار قد تصيبه في عينيه.. أضاف ان كل سكينة لها طريقة في السن تتناسب مع طبيعة الشيء الذي تستخدم فيه ولكن هذه المهنة في تناقص مستمر وأصبحوا أقلية الآن. أوضح محمود السيد 35 عاما "حاوي" انه يعمل في تلك المهنة منذ الصغر ويتجول في الشوارع والميادين والمناطق الشعبية. وانه توارث المهنة عن والده الذي كان يعمل في السيرك. وكان تجمع العاملين بالسيرك في حي كرموز قبل أن يتضاءل عددهم تدريجيا. بسبب نظرة المجتمع لمهنة الحاوي. أضاف انه كان قديما يوجد ترحيب من أصحاب المقاهي والناس يتزاحمون علي مشاهدة العروض التي نقدمها وكانوا يطلبون منا الحضور للمناطق الشعبية لتقديم العروض. أما الآن ففي كثير من الأحيان يرفض أصحاب المقاهي وجودنا. مما يضطرنا لتقديم العروض في الشوارع والميادين وانتظار قدوم الموالد. أشار إلي أن أكل العيش مر لانه يستخدم الكيروسين "الجاز" ويضعه في فمه مما أدي إلي اصابته بحساسية في الصدر. وصعوبة في التنفس بالاضافة إلي تعرضه لكثير من الحروق في وجهه وأصابعه. أوضح ان المهنة في طريقها إلي الانقراض ولن تكون موجودة سوي في الموالد لعدم دخول أجيال جديدة فيها.