أعتقد أن التفسير المتاح والوصف المناسب إزاء ما يحدث في سوريا حتي الآن وعلي مدي 13 شهرا هو فضيحة وكارثة أخلاقية وانسانية يتحمل العرب, كل العرب دون استثناء, وزرها ومسئولياتها الأولي ولا أحد سواهم, فجميعهم مشاركون فيها بقصد عبر غيابهم المتعمد وصمتهم الفضيحة. وحتي عندما تحركوا في الأشهر الماضية عبر جامعتهم الفاشلة لم يستطيعوا قيد أنملة انقاذ الضحية من الجلاد السوري الذي لم يرتو من دم شعبه حتي اليوم بعد أن سجل عداد القتلي أعلي ارتفاعه.. عشرة آلاف قتيل نصفهم أطفال ونساء و100 ألف مصاب وطريح فراش الموت. فأي عروبة تلك وأي نخوة انسانية لعربي يستطيع أن يخلد إلي النوم والراحة والاستمتاع بالحياة وشقيقه السوري يقذف بالطائرات ومدافع الدبابات في جرائم وحشية وبات ملايين السوريين علي مذبح الجرم والوحشية لقاتل عاهد أباه وعائلته أن يفني شعبه قبل أن يغادرنا, فعار عليك أيها العربي. الآن وبعد 13 شهرا من الصمت المطبق واستجداء الحل والإغاثة والتدخل الأمريكي والأوروبي المذل والاستعطاف والتذلل للروسي الفاجر والصيني التابع ألا تستخدما الفيتو لم يعد أمام العرب إلا أخذ زمام المبادرة ولو لمرة واحدة بأيديهم وأحسب أن فرصتهم النهائية حان وقتها واقترب أجلها عبر قمتهم العربية بعد غد في بغداد حيث القلوب عالقة والعيون شاخصة لإنقاذ 25 مليون سوري تجرب أسلحة القتل والفتك والتقطيع والجزارة البشعة بأجسادهم كل ساعة علي يد جبابرة وقلاوذة العار في دمشق. لذا فإن رسالتي ورسالة 350 مليون عربي لهؤلاء القادة القادمين إلي بغداد غدا أن قضيتكم الأولي والوحيدة فقط عزل وقهر المجرم والقاتل السوري عبر طرد دولته الدموية من عضوية الجامعة والاعتراف بشرعية وتمثيل المعارضة السورية وجيشها الوطني الحر, فسارعوا بقطع الاتصالات وإغلاق سفارات القاتل في عواصمكم واغلقوا مطاراتكم في وجهه, افرضوا الوصاية العربية والعقوبات السياسية والاقتصادية بحق هذا المجرم, فماذا تنتظرون؟ لقد حان الوقت الذي نقول فيه كفي قتلا وتذبيحا, كفي دجلا وكذبا بحق سوريا وشعبها, حاصروه في عقر قصر المهاجرين وسط دمشق حيث يقيم, سلحوا المعارضة والثوار بالعتاد.. أبلغوه رسالتكم النهائية.. حان وقت رحيلك ولن تفلت كما أفلت والدك. هذه المرة إذا فعلتم ذلك أقول إن قمة بغداد ربما تبيض تاريخكم المزدحم بخيبات معارك الفشل والهزيمة في ساحات الحروب وجولات المواجهات السياسية وربما تمثل انتصارا فريدا لكم هذه المرة, فاجتمعوا وتناقشوا هنا في بغداد وتحاوروا ولا تنسوا في نهاية جلساتكم أن تتخذوا القرار وتقطعوا الصلة مع بشار وتخرجوا ببيان مفاجأة تبلغونه فيه أنك ووالدك اسمان رديئان في تاريخ العرب وحان وقت أن تلحق به. وكونوا علي يقين عندما تحضرون إلي بغداد أن أزمة ومحنة سوريا لن تحل إلا بتغيير جذري للنظام وأن السقوط الحتمي لنظام بشار أمر أكيد, فلا تراهنوا علي فخ المهل المفتوحة الذي يستدرجكم فيه بشار ولا تصدقوا أكاذيبه أن التدخل العسكري في سوريا سيؤدي إلي إغراقها في حرب أهلية, فسارعوا بإسقاط نظامه وإنهاء زواج المتعة بين سوريا الأسد وإيران. واسألوا ضمائركم: أي دين وأي أخلاق وأي دستور يجيز تبرير كل هذه الجرائم وعمليات القتل لنظام بشار؟ وأين مصلحة الجامعة والعرب في الرهان علي نظام يغرق في حقول الموت التي انشأها؟ فهذه فرصتكم للحضور وغسل هذا العار بإنقاذ الشعب السوري وعزل الطاغية لأن السوريين لن يسامحونا أبدا علي صمتنا عن الفضيحة حتي الآن, فلا تتخلفوا عن الحضور غدا إلي بغداد. المزيد من أعمدة أشرف العشري