في تصعيد جديد من جانب الثوار السوريين يبدأ اليوم إضراب عام في جميع أنحاء سوريا ضد النظام لشل حركته وقدرته المالية في دعم الشبيحة وأفراد الجيش في قمع المتظاهرين، هذا في الوقت الذي ينظم فيه العشرات من أفراد الجالية السورية بالقاهرة تجمعًا أمام السفارة القطرية لدعم موقفها في تشديد العقوبات علي سوريا والمطالبة بضرورة إسقاط النظام. فيما عقد أمس مؤتمر صحفي للجنة دعم الثورة السورية تحت عنوان «ملاحقة مجرمي العرب من نظام الأسد»، وأكد باسل الكويفي المعارض السوري أن المعارضة ستستمر في مواجهة القمع السوري بجميع الطرق والوسائل حتي إسقاطه تحت مظلة المجلس الوطني السوري، مشددًا علي ضرورة إسقاط النظام وتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية مع ضرورة توثيق جميع الجرائم التي قام بها النظام لتقديم الأسد وجميع أفراد نظامه وعائلته إلي المحكمة الجنائية الدولية. ميدانيًا قالت لجان التنسيق المحلية إن 25 شخصًا علي الأقل قتلوا أمس منهم ثلاثة ضباط منشقين في عدة مناطق من سوريا منها حمص وحماة ودرعا ومنطقتا دمشق وحلب وأن 24 مدنيًا علي الأقل قتلوا أغلبهم في وسط سوريا عندما أطلقت قوات الأمن والجيش النار علي مظاهرات خرجت في العديد من المدن السورية وسط أنباء عن حشود عسكرية كبيرة حول مدينة حمص استعدادًا لهجوم وشيك عليها.. فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرة مدنيين قتلوا في حمص وواحدًا في ريفها بينما قتل خمسة قرب دمشق واثنان في درعا وأربعة في مدينة حماه واثنان في محافظة إدلب بشمال غربي البلاد. فيما حذر المجلس الوطني السوري المعارض من «مجزرة» تحضر لها الحكومة السورية في مدينة حمص. وقال المجلس في بيان له إن «الدلائل الواردة عبر التقارير الإخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين علي الأرض في مدينة حمص تشير إلي أن النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف إخماد جذوة الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها». فيما أكد مصدر مسئول في جامعة الدول العربية أن هناك محاولات عربية ودولية لإقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي في مقابل إيجاد ملاذ آمن له وعائلته وضمان عدم ملاحقته قضائيًا. فيما اتهمت سوريا محطة إيه بي سي التليفزيونية الأمريكية بممارسة «التشويه المتعمد» لتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي كان قد أدلي بها للمحطة وجري بثها بشكل مجتزئ يوم الأربعاء الماضي. وقال الدكتور جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية «إن تشويه تصريحات المتحدث الأسد جاء من خلال عمليات مونتاج اقتطعت خلالها أجزاء من المقابلة بما يشكل حالة من التماهي بين ما بثته القناة وبين تصريحات باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر قبل بث المقابلة». وحذرت تركيا سوريا من أنها ستتحرك لحماية نفسها إذا شكلت حملة القمع التي تشنها الحكومة السورية ضد المحتجين تهديدًا للأمن الإقليمي وأطلقت العنان لموجة من اللاجئين علي حدودها. وقال أحمد داود أوغلو وزير الخارجية «إذا كانت حكومة ما تقاتل شعبها وتتسبب في نزوح لاجئين، فإنها لا تعرض أمنها هي فقط للخطر ولكن أمن تركيا أيضًا لذا فإن علينا مسئولية ونملك سلطة لأن نقول لهم كفي». في السياق ذاته كشفت مصادر مطلعة ل«روزاليوسف» أن اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده منتصف الشهر الجاري لم يتم الاتفاق النهائي علي موعده المحدد، وأوضحت المصادر أن اجتماعا للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية سوف يعقد بالدوحة نهاية الأسبوع الماضي من أجل البدء الفعلي ُفي تنفيذ العقوبات العربية ضد سوريا، يشار في هذا إلي أن حظر الطيران من وإلي سوريا سوف يتم تنفيذه ابتداء من 15 الشهر الجاري، وأوضحت المصادر أن محاولات سوريا الالتفاف علي قرارات الجامعة العربية لم تجد خاصة مع تزايد استخدام العنف وتزايد اعداد القتلي بأيدي قوات الجيش والأمن السوري.