أثار منظر قيام مجموعة من التربويين بحرق عدد من الكتب فى فناء مدرسة وهم يلوحون بعلم مصر، كثيرا من والشجون والاستغراب! وبغض النظر عن النيات الحسنة من وجهة نظرهم لاقتراف هذا الفعل تداعت إلى ذاكرتى رواية الكاتب الأمريكى، راى براد برى التى تحولت إلى فيلم بعنوان «451 فهرنهايت» وهى الدرجة التى عندها تحترق الكتب! حيث يصدر قرار بتحريم قراءة الكتب، ثم يشعل رجال الإطفاء الحرائق لتلتهم الكتب، وقد دوت صرخة احتجاج تفضح المكارثية الأمريكية. وكل مشعلى حرائق الكتب يصرون على أن العالم كامل لا ينقصه تعديل. وأن الحياة المثالية ليست فى هذه الدنيا، وكأن النار التى تزيل الكتب تقضى على الشر وتعمم الخير. وفى الفيلم يتحول كل محب للكتب إلى كتاب حماية للمعارف الإنسانية وحماية للأسرة وكل شخص ينسى اسمه ويحمل اسما جديدا مثل «الحرب والسلام» و«الإخوة كارامازوف».. وفى الفيلم امرأة عجوز وحيدة يكتشفون انها تمتلك مكتبة فى منزلها مزدحمة بالكتب، وترفض المرأة أن يحرقوا كتبها فتتوسطها وبعود ثقاب مشتعل تحترق هى وتحرق معها الكتب! إن مشاهد حرق الكتب من النقاط السوداء على مدى تاريخ الإنسانية، فالأفكار لا تموت بالحرق وإنما بالمناقشة والفهم والاقتناع، لبيان ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض، وما هو ضد الإنسانية مهما طال الزمن أو قصر ستذروه الرياح! مهندس جمال على عبدالغنى جامعة المنيا