شنت مقاتلات التحالف العربى أمس غارات على مواقع للحوثيين فى مدينة تعز جنوبصنعاء، بالرغم من إعلان انتهاء عملية "عاصفة الحزم" والبدء فى عملية "إعادة الأمل" للشعب اليمنى. وذكر مصدر عسكرى أن الغارات استهدفت مقر اللواء 35 مدرع، الذى سيطر عليه الحوثيون فى وقت سابق أمس، كما استهدفت مواقع لهم بالقرب من السجن المركزى فى جنوب غرب المدينة. وقال ضابط من اللواء الذى كان يواجه الحوثيين وحلفاءهم منذ أسابيع فى المدينة، إن مقر اللواء فى شمال تعز سقط "عقب معارك عنيفة استخدمت فيها دبابات وأسلحة من جميع العيارات"، مقدرا الضحايا ب"عشرات القتلى والجرحى". كما استمرت المواجهات المسلحة أمس فى عدة مدن بجنوب اليمن بين الحوثيين و"المقاومة الشعبية" المناهضة لهم بالرغم من توقف غارات التحالف، وذكرت المصادر أن المواجهات استمرت فى عدن وتعز والضالع والحوطة عاصمة محافظة لحج. وفى غضون ذلك، قتل ستة عناصر من تنظيم القاعدة فى غارة نفذتها طائرة من دون طيار، يعتقد أنها أمريكية فى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت. واستهدفت الغارة مركبة كانوا يستقلونها بالقرب من القصر الجمهورى فى مدينة المكلا، التى سيطر عليها التنظيم فى وقت سابق هذا الشهر، وقد قتل جميع من على متنها. وفى هذه الأثناء، ذكر فى جنوب اليمن أنهم سيواصلون قتال الحوثيين المتحالفين مع إيران إلى أن يطردوهم من المنطقة، وقال سكان لرويترز إن اشتباكات دارت بين الحوثيين ومقاتلين فى شوارع عدن، وجاء فى بيان المقاومة الجنوبية "توقف عمليات عاصفة الحزم لا يعنى توقف أعمال المقاومة الشعبية الجنوبية على الأرض"، وأضاف "هذه الجبهة لن توقف الهجمات حتى يتم تطهير الجنوب من الحوثيين وقوات صالح" فى إشارة إلى الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح. وفى سياق متصل، أفرج الحوثيون أمس عن وزير الدفاع اليمنى محمود الصبيحى، وعن شقيق الرئيس عبدربه منصور هادى، وعن مسئول عسكرى آخر، بعد ساعات من إعلان التحالف العربى انتهاء عملية "عاصفة الحزم" ضد المتمردين. واعتقل الحوثيون الصبيحى، واللواء الركن ناصر منصور هادى وكيل جهاز المخابرات فى جنوب اليمن، وقائد اللواء 119 العميد فيصل رجب بعد مواجهات فى مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج فى جنوب اليمن. ومن جانبه، رحب الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح الحليف الرئيسى للمتمردين الحوثيين، الذى يعد القوة الحقيقية وراء صعودهم المثير منذ 2014، بإعلان التحالف العربى الذى تقوده السعودية انتهاء عملية "عاصفة الحزم" فى اليمن، وأكد أنه يتطلع إلى استئناف الأطراف اليمنية للحوار. وقال صالح فى تعليق على صفحته على فيسبوك نقله موقع حزبه "كان قرار الضربات والعدوان على اليمن مستنكرا ومرفوضا، كما أن قرار وقفها وإنهاء العدوان مرحب به" مضيفا "نرجو أن يشكل نهاية تامة لخيارات القوة والعنف وإراقة الدماء وبداية لمراجعة الحسابات وتصحيح الأخطاء، وأن يتعاون الجميع للعودة إلى الحوار". ووصل إلى القاهرة أمس وفد يمنى رفيع المستوى برئاسة العميد الدكتور أحمد على المقدشى رئيس أركان قوات الأمن المركزى اليمنى، قادما من ماليزيا، فى زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يبحث خلالها تطورات الأوضاع فى اليمن . وصرحت مصادر بأن الوفد اليمنى سيلتقى خلال زيارته مع كبار المسئولين المصريين، ومن جامعة الدول العربية إلى جانب بعض الشخصيات لبحث التطورات الأخيرة فى اليمن على ضوء إعلان تحالف "عاصفة الحزم" انتهاء العملية وبدء عملية إعادة الأمل. ومن جانبها،أبدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم ترحيبها بوقف الهجمات الجوية على اليمن، قائلة: "كنا قد أعلنا فى السابق أنه لا يمكن حل أزمة اليمن بالخيار العسكرى، وبالتأكيد أن وقف إطلاق النار ووضع حد لقتل الأبرياء العزل يعتبر خطوة إلى الأمام".وأعربت أفخم عن أملها باتخاذ إجراءات فى أسرع وقت لإرسال المساعدات الإنسانية وتهيئة الأجواء لبدء حوار شامل بين الأحزاب والفصائل اليمنية من أجل تشكيل حكومة شاملة، وأضافت، نأمل أن تساعد جميع الأطراف اليمنية على إحراز تقدم فى أوضاع البلد. يأتى ذلك فى الوقت الذى رحب فيه البيت الأبيض بإعلان التحالف العربى انتهاء الطلعات الجوية لعملية عاصفة الحزم التى تشنها فى اليمن، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى التابع للبيت الأبيض أليستير باسكى إن الولاياتالمتحدة ستواصل دعمها لاستئناف العملية السياسية بمساعدة الأممالمتحدة وتسهيل المساعدات الإنسانية. وقال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إن الإدارة الأمريكية بعثت "رسائل مباشرة جدا" لإيران تحذرها من إرسال أسلحة لليمن قد تستخدم فى تهديد الملاحة بالمنطقة.