تتخرج سنويا فى الجامعات و المعاهد أعداد هائلة من الشباب لا يجدون أمامهم أى فرص عمل غير أنهم يجلسون على المقاهى فى انتظار » وظيفة الحكومة » والتى من الصعب أن تأتى إليهم فى وقتنا الحالى والسؤال ما هو دور الدولة فى تأهيل الشباب لإيجاد فرص عمل حتى نقلل من نسبة البطالة المتزايدة والتى وصلت إلى 20% من إجمالى الشباب فى مصر. فى البداية يقول الدكتور احمد محمد متولى أستاذ بجامعة القاهرة و مدرب دولى وخبير تنمية موارد بشرية أن اقتصاد العالم كله نما من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة وكم من مشروعات كبيرة وضخمة كانت فى الأساس مشروعا صغيرا لمجموعة من الشباب مثل شركة «ابل» و«ميكروسوفت» وبالتالى يجب على مصر أن تسير بنهج هذه الدول. وأضاف انه على الإعلام دور قوى فى تغيير ثقافة الشعب المصرى بشكل عام والشباب بشكل خاص وان يوضح له أن الطريق السليم لإيجاد فرصة عمل هو أن يقوم الشاب بنفسه بعمل مشروعه الخاص و ليس أن يجلس فى بيته ينتظر وظيفة الحكومة. ويرى أن ملتقيات التوظيف التى تقام سنويا فى بعض الجامعات والكليات لها دور محدود جدا فى توظيف الشباب لان السوق أصبح مشبعا للغاية وملتقيات التوظيف لا تستطيع أن تأخذ كل الشباب لان قدرتها لن تستوعب هذا الكم الهائل منهم. ويقول الدكتور احمد دراج رئيس قسم الصحافة بجامعة بنى سويف انه يجب على الدولة أن تغير من المناهج التعليمية نفسها بدءا من مرحلة الابتدائى وصولا بالثانوية العامة والجامعة بحيث يكون التعليم حقيقيا وليس شكليا وله فلسفة معينة لتخريج القادر على المنافسة فى سوق العمل بالإضافة إلى أن الدولة يجب أن تنظر فى التخصصات المختلفة وتبحث بالطريقة التى تستطيع بها أن تغير فى هيكلة التعليم بالشكل الذى يمكن هؤلاء الشباب من الحصول على فرص عمل حقيقية وليس إعادة التدريب من جديد كما لو كانوا يبدأون من نقطة الصفر. ويتعجب دراج قائلا الأهم من ذلك أن الشاب غير المتعلم يجد فرص عمل كثيرة ومختلفة فى الوقت الذى يصعب فيه على الشاب المتعلم خريج الجامعات من الحصول على فرص مماثلة. وهذا اكبر دليل على فشل المنظومة التعليمية بالكامل. ويقول الدكتور محمد كمال الجيزاوى خبير التنمية البشرية إن للدولة دورين فى تأهيل الشباب للدخول والمنافسة فى سوق العمل الأول يتم تطبيقه على المدى القصير بقيامها بإعادة تشغيل المشروعات الصناعية التى توقفت بالفعل لأسباب اقتصادية بعد ثورة 25 يناير والتى تصل إلى آلاف المصانع بالإضافة إلى إقامة مشروعات سريعة قليلة التكلفة وكثيفة العمالة حتى تستوعب اكبر قدر من الشباب العاطل. ويرى أن الحلول قصيرة المدى غير مجدية لأنها لن توفر فرص عمل بالقدر المناسب الذى يمكن من خلاله أن نقضى على البطالة المتزايدة بشكل رهيب فى مصر و متمثلة فى شباب تخرج فى جامعاتهم وليس لهم وظيفة اضافة إلى العائدين من الدول العربية لأسباب مختلفة. ويضيف أما الدور الثانى الذى يمكن أن تقوم به الدولة لحل مشكلة البطالة وتأهيل الشباب على المدى الطويل هو الدور الذى يتطلب إعادة هيكلة تامة وكاملة لنظام التعليم الموجود حاليا والاعتماد بشكل اكبر على الكليات التكنولوجية والمعاهد والدبلومات الفنية المختلفة سواء فى الصناعة أو الزراعة أو التجارة و الاهتمام بها بحيث أن تنتج خريجا متعلما وحرفيا بالقدر ذاته وعلى درجة عالية من المهارة .