مجتمع يعانى البطالة الواضحة، التى تخطت نسبتها فى الآونة الأخيرة 13% من نسبة الشباب فى سن العمل والقادر عليه، لا يوجد تقريبا بيت فى مصر لا يشكو من وجود عاطل أو باحث عن فرصة عمل أو من يشكو ضعف العائد الذى يتلقاه نتيجة عمل بسيطا هو المتوفر فى الوقت الحاضر، وتصيب البطالة الشباب المتعلم من خريجى الجامعات والحاصلين على مؤهلات متوسطة أو حتى من كان حظهم فى التعليم بسيط، المشكلة واضحة وضوح الشمس لا يخفيها أحد ولا تنكرها البيانات الرسمية الصادرة عن الدولة. الحل بالطبع هو قيام مشروعات تستوعب الباحثين عن فرص عمل، وتمتص جزءا من الظاهرة، التى أصبحت من اخطر الظواهر فى مصر فى وقت تعد البطالة بابا خلفيا لاستغلال ضعاف النفوس فى احداث قلاقل نظير أموال أو اللعب فى عقول الشباب من خلال استغلال الحاجة الى المال بالانضمام الى اى من التشكيلات المتطرفة والتى تعمل ضد الدولة. كل هذا كلام سمعناه كثيرا ولا خلاف عليه، المثير للحيرة هو أن تكون هناك فرص عمل كثيرة تبحث عمن يرضى بها ويرفضها الشباب لا لشيء إلا لكونها أعمالا يدوية أو حرفية لا تناسب شباب يبحث عن مكتب انيق يجلس خلفه ويعطيه ميزة اجتماعية من وجهة نظره هو. مطلع الشهر الجارى أقامت وزارة الشباب والرياضة ملتقيات لتوظيف الشباب وتفاءل البعض بها لأنها كانت مدعومة بوعود كثيرة لتوفير فرص عمل وانفض مولد الملتقيات دون نجاح يذكر واعترف وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز بفشل تلك المبادرات وقال فى تصريحات صحفية إن أحد الملتقيات وفرت 12 ألف فرصة عمل وللاسف لم يستفد منها الشباب سوى ب128 فرصة فقط وقال إنه بالبحث عن اسباب عزوف الشباب عن تلك الملتقات تبين انه الى جانب عدم ثقة الشباب فى الوعود الحكومية فان الشباب لا يقبل على الوظائف الزراعية أو الصناعية وأنه يفضل الوظائف التجارية اكثر مؤكدا أن هناك مصانع كثيرة تعانى نقصا فى العمالة. إنها ثقافة شعب لا بد أن تتغير لتعلى من شأن العمل اليدوى بنفس قدر واحترام اى عمل آخر. وزارة الصناعة أيضا أعلنت قبل يومين عن بدء قوافل تشغيل الشباب فى المحافظات فهل تصطدم بنفس الفكر الذى يسيطر على الشباب من رفض العمل فى المجالات الصناعية والزراعية وتفضيل الجلوس على المقاهى؟ سنعرف.