قبل أيام من ثورة25يناير من العام الماضي تلقيت ديوانا جديدا من الشاعر الكبير عصام الغزالي بعنوان بيني.. وبينكم الزمان.. وكأنه يلفت نظرنا إلي حدث جلل يراهننا عليه أنه سيقع في المستقبل. وفي طي الديوان قصيدة تجيء البشارة التي كتبها عن ثورة تونس, متوقعا أنها ستتكرر بمصر.. وقد صدق ما توقعه.. وتفجر بركان الغضب.. .. واليوم يطل علينا الغزالي بديوان جديد يحمل عنوانه مسحة صوفية يستمدها من الحديث النبوي الشريف اعبد الله كأنك تراه.. ويتضمن الديوان المعنون كأني أراك نحو484 قصيدة متنوعة بين الصوفي المسافر بين شرايين المجتمع لا المنعزل عنه, والوطني الملتحم بقضايا الأمة والناس والمدافع عن أصحاب المبادئ والإخوانيات والغزل.. وتلك القصائد يجمعها رابط مشترك هو الرؤية المسترشدة بنور اليقين.. واللغة السلسة. والبناء الذي لا يقدر عليه إلا مهندس بارع كعصام الغزالي الذي تقرأ شعره وكأنك تري شخصه وتسمع نبرات صوته تعلو من حماسة الدفاع عن قضية أو تهدأ فتحرك عذوبة غزله وكأنك تستمع إلي أحد الشعراء العذريين.. ومن أهم ما يحملنا إلي صدق أحاسيسنا بذلك كله قوله في قصيدة الديوان: كأني أراك وإن لم أرك.. فيانور قلبي الذي أبصرك وناجاك فيما اشتهي أو أراد.. ويخشاك فيما أتي أو ترك. .. وقوله في قصيدة نفق إلي نور: وسجودنا في بابه.. نفق إلي نور طليق ويخاطب المفكر الدكتور محمد عمارة الذي تعرض لحملة شعواء بسبب كلمة حق جهر بها.. فيقول مدافعا عنه: والحق قول واحد.. مر وقد تحلو المرارة هو فطرة الله الذي.. فطر الحياة علي بكارة. ويصف لون تينة في إكليل من الشوك بأسلوب غزل قائلا: فلونك لون عاج, في ثياب.. تفاجؤني بلون.. كل حين تبدله الأناقة كل يوم.. كما شاء اختيارك أن تبيني وما استكسوت من حلل يباهي...بأنك أنت فيه لكي تزيني وتلك كانت سياحة قصيرة في ديوان شاعرنا عصام الغزالي الذي ارتبطت به قبل أن أراه منذ قرأت علي رصيف الأزبكية القديم ديوانه الإنسان والحرمان أواخر السبعينيات.. واليوم أقرأ أحدث إبداعاته الذي جاء متناغما مع أحداث يناير وثورته المجيدة.