يزداد النفوذ الإيرانى ويتمدد فى المنطقة العربية يوما بعد يوم، مع تزايد الاعتراف الأمريكى بالنظام الإسلامى الحاكم فى طهران والذى رفضته مع قيام ثورة الخومينى عام 1979 التى أطاحت بالشاة حليف أمريكا القوى، وظلت العلاقات بين طهران وواشنطن تتأرجح مابين العقوبات والتعاملات السرية، ومحادثات وهمية حول برنامج إيران النووى الذى كان يتقدم كل يوم خطوة جديدة فى نفس الوقت الذى تجرى فيه المحادثات !والآن توسع النفوذ الإيرانى وأصبح يسيطر تماما على القرار فى سوريا والعراق واليمن، وتتحسب له كل دول الخليج وأصبح مصدر قلق وإزعاج كبير لهذه الدول التى لم تنجح خلال ال 40 عاما الماضية فى أن تطور نفسها وآلياتها حتى ترتفع لمستوى التحدى الإيرانى الذى كان واضحا أنه يتعاظم يوما بعد يوم أمام أعين الجميع، غير أن معظم الدول العربية الخليجية اعتمدت على «مظلة» الحماية الأمريكية التى كانت تحمى فقط مصالحها ومصالح حلفائها النفطية فى المنطقة. على عكس إيران التى اعتمدت على ذاتها، وطورت صناعات مدنية وعسكرية مبهرة بالرغم من العقوبات الغربية المفروضة عليها منذ أكثر من ثلاثة عقود. والآن أمريكاوإيران أعداء الأمس فى طريقهما ليصبحا حليفين بعد توقيع الاتفاق النووى الشهر المقبل.. وهو فى رأيى ليس إتفاقا نوويا بقدر ماهو اعتراف أمريكى بالنفوذ الإيرانى الجديد فى المنطقة، وتحويل التحالف الأمريكى من دول الخليج المعرضة حاليا لخطر عدم الاستقرار السياسى والاجتماعى، إلى إيران القوية المستقرة التى سوف تسيطر وتهيمن على المنطقة كما نرى الآن فى العديد من الدول. ومن هنا أدرك غضب الرئيس التركى أردوغان من مصر 30 يونيو، لأنه كان يعول على أن تكون مصر مركز انطلاق للدور والنفوذ التركى فى المنطقة إلى جانب بعض الدول العربية الأخرى لمواجهة التوسع والنفوذ الإيرانى فى إطار التنافس التقليدى التاريخى بين الامبراطوريتين العثمانية والفارسية على مناطق النفوذ ! ولتظل المنطقة العربية بتخلفها وعدم نضج ورشادة نخبها مسرح النفوذ لصراعات الأمم الكبرى كما كانت منذ مئات السنين! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم