يقول الشاعر الفرنسى «لامرتين» إننا نحس بفقد الأم إحساسا أليما، وقد تكون الأم عاجزة عن العناية بالعائلة، ولكنها تبقى مع ذلك ملجأ حلوا نرى فيه الحب والطاعة والحنان، وعندما يزول هذا الملجأ يبقى مكانه قفرا. وأقول لك يا أمى مع كل عيد أم بعد فراقك أجدد دموعى التى تجرح وجنتى وتضعفنى لأننى أشعر وكأنها قبل أن تمطر من عيونى فهى تخرج من قلبي، وأصعب جرح هو جرح القلب لأنك يا أمى لم تكونى أما عادية مثل أمهات كثيرات، فلقد كنت مثالا للأم المضحية بكل شيء من أجلي، ضحيت بشبابك وحياتك وسعادتك وكل ماتملكين من أجل أن أكون كما أنا الآن من أجل أن أحيا حياة كريمة، أتمسك بالقيم، وأعرف معنى التضحية لأبنائى وللغير.. أمى لقد توفيت فى عيد الأم منذ سنوات طويلة، مرور سنوات كثيرة على وفاتك ومعاناتك الشديدة مع المرض بسبب صبرك على كل ألوان العذاب وأصعبها آلام المرض والصبر على مرارة الدنيا وجفاف مشاعر من حولك مما كان يفقدك الإحساس بالوجود، فلقد كان صبرك على آلامك يفوق الوصف، وهذا كان يعذبنى فعلى الرغم من أننى كنت تحت قدميك راجية من الله أن يخفف عنك آلامك إلا أننى عاجزة عن تخفيفها إلا برعايتك وحبى الكبير لك الذى كنت أعتبره دينا على لك، لا أملك تسديده كاملا، لأن تضحيتك كانت أكبر كثيرا مما أقدمه لك، لأنه كان فى إمكانك أن تعيشى ملكة متوجة لامتلاكك ما يحقق لك ذلك إلا أنك تنازلت عن هذا العرش من أجل أن أحيا سعيدة تحت جناحك أنعم بدفء حضنك وبحبك الذى بلا حدود بصداقتك ونصائحك، التى تعلمت منها الإيمان بالله والصبر والإرادة والتضحية. وفى النهاية أقول لكل أم ضحت وعملت مافى وسعها من أجل أبنائها كل سنة وأنت طيبة وجزاك الله خيرا دنيا وآخرة فالجنة تحت أقدامك.. وأتمنى أن تصل هذه الرسالة لكل ابنة وابن لم يقدروا تضحيات وعطاء أمهاتهم بالأفعال وليست بالشعارات.. إذا لم تفعلوا فأنتم الخاسرون فى الدنيا والآخرة. لمزيد من مقالات إيناس عبدالغنى