عادة تحمل الأعياد لنا فرصة وأملا في مستقبل مشرق ولكن عيد الأم يحمل لنا أجمل وأحب ذكرياتنا مع أمهاتنا التي لا يستطيع الزمن أن يمحيها من ذاكرتنا, فلقد أحببنا الماضي من أجلها فهي سبب وجودنا في هذه الدنيا فلقد وصف قلبها( شكسبير) بأنه أجمل معبد يحن المرء للجلوس في محرابه. فالأم هي الحنان والأمان والدفء, فكما قال( لامرتين) الشاعر الفرنسي: اننا نحس بفقد الأم احساسا أليما, وقد تكون الأم عاجزة عن العناية بالعائلة ولكنها تبقي مع ذلك ملجأ نري فيه الحب والطاعة والحنان وعندما يزول هذا الملجأ يبقي مكانه قفرا. ولعل كل ابن يدرك ما تحمله الآية الكريمة( لقمان 14) ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير صدق الله العظيم. لذا علي الأبناء أن يكونوا صالحين حتي يدعوا لها بالرحمة ويتصدقوا من أجلها بصدقة جارية حتي يتقبل الله سبحانه وتعالي منهم ويرضي عنهم, فرضي الأم من رضي الرب. ولأن وجه أمي وجه أمتي كمال قال: جبران خليل جبران الأديب اللبناني.. ولأننا بعد ثورة25 يناير أصبحت مشاعرنا مختلفة يشوبها القلق والخوف علي أمنا جميعا أم الدنيا( مصر) فأصبحنا نخاف عليها ممن حولها ومن أنفسنا ومن تغير صورتها بين دول العالم.. ففي يوم احتفالنا بأمهاتنا عرفانا بجميلها علينا أن نحتفل أيضا بأم الدنيا مصر وبتحررها من الديكتاتورية ومساعدتها ومساندتها علي أن تظل محور الدول العربية كلها وبتقدمها في جميع النواحي وباستعادة أمنها حتي تعود مصر بلد الأمن والأمان. وهذا لا يتحقق إلا بعد أن نصبح شعبا وقوي سياسية يدا واحدة أبناء وطن واحد نسعي لرفعته والوصول به لبر الآمان وأن نبديها علي أنفسنا ونتغاضي في هذه المرحلة الحرجة عن مصالحنا ننظر إلي المستقبل.